وجعل يفتته بيده، فقال له النبي ﷺ: "يحي الله هذا ويميتك ثم يبعثك ثم يدخلك نار جهنم"، فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ الآية (^١).
فاحتج الله عليهم بابتدائه لخلقهم الذي أقروا به وأنه يحييهم بعد أن صاروا عظامًا رميما كما أنشأهم أول مرة ثم أخبر عن صنعه الذي يشاهدونه فقال: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا﴾.
أي الذي أخرج النار وهي حارة يابسة من الشجر الأخضر الرطب وهما ضدان فلا النار تحرق الشجر ولا رطوبة الشجر تطفئ النار (^٢) وكل عود يقدح منه النار إلا من عود العُنّاب (^٣) فإنه لا يقدح منه النار.