330

Üstünlük

الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197

Türler

Fıkıh

ثم نقول: لو استدللنا بهذه الآية على الطهارة لكنا أسعد حالا منكم، وبيانه: أن الله تعالى وسط اللبن، بين الفرث والدم، وساق الآية على جهة الامتنان، وتعظيم القدرة الباهرة، بأن أخرج هذا اللبن الخالص من هذين الأمرين اللذين هما في غاية البعد من الغذاء وقوام الأجسام، فاقتران اللبن بهما فيه دلالة على طهارتهما؛ لأن الشيء إنما يقترن بمثله وجنسه، وهذه الطريقه لانرتضيها، خلا أن فيها غرضا، وهو معارضة الركيك بمثله في الركة والضعف، وهذا مثل استدلال الشافعي على وجوب الترتيب في الوضوء، أن الله تعالى قد وسط ممسوحا بين مغسولين، فدل على مراعاة الترتيب، فهكذا نقول: وسط اللبن بين الفرث والدم، فدل على كونهما مثله في الطهارة، ولم أعرف أحدا من أصحاب الشافعي استدل بهذه الآية على ما ذكرناه سوى العمراني صاحب (البيان)، فلهذا أوردناها.

قالوا: روي عن الرسول أنه قال: (( تنزهوا عن البول)). وقوله لعمار: (( إنما تغسل ثوبك من البول)). وقوله : (( أكثر عذاب القبر من البول)). فلفظة البول عامة لكونها جنسا فتكون مستغرقة لجميع الأبوال، وهذا هو مقصودنا.

قلنا: هذا فاسد لأمرين:

أما أولا: فلأنا لا نسلم أن اللام هذه للجنس، وإنما هي منصرفة إلى العهد؛ لأن المعهود في هذه الأحاديث إنما هو بول بني آدم فيجب صرفه إليه لأن الواحد إذا قال: فلان لايستنزه من البول، فإنما يعني بول نفسه فهو السابق إلى الفهم فيجب حمله عليه.

وأما ثانيا: فهب أنا سلمنا كونه جنسا لكنا نبني العام فيه على الخاص فيخرج بأحاديثنا بول ما يؤكل لحمه، وتبقى أبوال ما لا يؤكل لحمه داخلة تحت هذا العموم؛ فيكون عملا بالعام في عمومه، والخاص في خصوصه، وهذه طريقة مرضية بين الفقهاء والأصوليين؛ لأن فيها عملا بالدليلين جميعا.

قالوا: أخبارنا حاظرة، وأخباركم مبيحة، فيجب العمل على أخبارنا لكونها أحوط في المنع.

قلنا: هذا فاسد لأمرين:

Sayfa 336