Üstünlük
الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197
Türler
والمختار : ما عول عليه أصحابنا والشافعي لما رواه أبو هريرة (¬1) قال: سأل رجل رسول الله فقال: إنا نركب رماثا لنا في البحر - الرماث جمع رمث بالتحريك وهو زورق صغير يركب عليه في البحر - ومعنا القليل من الماء إن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال: (( هو الطهور ماؤه والحل ميتته))(¬1). فخص الماء باسم الطهور، وفي هذا دلالة على أن غيره لا يطلق عليه اسم الطهور، وكما هو دلالة على ما ذكرناه من اختصاصه من اسم الطهور، ففيه دلالة أيضا على أن الماء يتطهر به؛ لأنهم سألوه عما يتطهر به، فأجابهم بأنه طهور، وما رواه أبو سعيد الخدري (¬2) عن النبي أنه قال: (( خلق الماء طهورا لا ينجسه إلا ما غير ريحه أو لونه))(¬3).
ويدل على ذلك من جهة اللغة قول جرير:
عذاب الثنايا ريقهن طهور(¬4)
وأراد أن ريقها طاهر يتطهر به؛ لأنه قصد به المبالغة في مدحها، فلو كان الطهور هو الطاهر لا غير، لكان لا مدح موجود لها في ذلك، فإن ريق البهائم يشاركها في كونه طاهرا، وهذا هو المقصود، ثم إن الخلاف في هذه المسألة له ثمرتان:
الأولى منهما: أنه لا يجوز إزالة الأشياء النجسة ولا رفع الأحداث بشيء من المائعات سوى الماء لاختصاصه بالتطهير عندنا، وهو رأي الشافعي، وعندهم أن ذلك جائز(¬1).
Sayfa 180