وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، وبقوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ٤]» (^١).
وقال سعيد بن جُبير: «ما لم يعرفه البدريُّون فليس من الدين» (^٢).
وثبت عن الربيع بن سليمان أنه قال: سألت الشافعي رحمه الله تعالى عن صفات الله تعالى، فقال: «حرامٌ على العقول أن تمثِّل الله تعالى، وعلى الأوهام أن تَحُدَّه، وعلى الظُّنون أن تَقْطَع، وعلى النفوس أن تفكِّر، وعلى الضمائر أن تَعَمَّق، وعلى الخواطر أن تُحِيط، وعلى العقول أن تَعْقِل= إلا ما وصف به نفسَه، أو على لسان نبيه ﵊» (^٣).
وثبت عن الحسن البصري أنه قال: لقد تكلم مُطَرِّفٌ (^٤) على هذه الأعواد بكلامٍ ما قيل قبله ولا يقال بعده. قالوا: وما هو يا أبا سعيد؟ قال: الحمد لله الذي مِن الإيمان به الجهلُ بغير ما وصف به نفسَه (^٥).
وقال سَُحْنون: «من العلم بالله السكوتُ عن غير ما وصفَ به نفسَه» (^٦).
_________
(^١). «ذم التأويل» (١٦)، عن «عقيدة السلف وأصحاب الحديث» (١٦٠) بتصرف.
(^٢). «ذم التأويل» (٣٠). وأخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (١٤٢٥، ١٨٠٥).
(^٣). «ذم التأويل» (٣٤)، عن جزء «اعتقاد الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي» لأبي الحسن الهكاري (٦). وانظر ما سيأتي (ص ٢٥٥).
ويروى هذا القول عن ابن سريج. انظر: «العلو» (٢٠٨)، و«العرش» (٢/ ٣٥١)، و«الأربعين في صفات رب العالمين» (٩٠) للذهبي. ودون نسبة في «الحجة» لأبي القاسم التيمي (٢/ ٥٠٥).
(^٤). مطرف بن عبد الله بن الشخير، من أئمة التابعين (ت: ٩٥). «السير» (٤/ ١٨٧).
(^٥). «ذم التأويل» (٣٧). وانظر: «التمهيد» لابن عبد البر (٧/ ١٤٦)، و«الأربعين في صفات رب العالمين» (٨٠)، و«جزء في إثبات اليد لله» للذهبي (٥٨)، و«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (١١/ ٢٢٩).
(^٦). «ذم التأويل» (٣٨). وانظر: «التمهيد» (٧/ ١٤٧)، و«الأربعين» (٨١).
1 / 9