26

رد الفتى: «لقد فهمت يا سيدي»، وانطلق تحت حجب الليل. وعندما عاد سريعا أدرك بوين دون أن يسأله أنه وجد رئيس الشرطة المسهد في السجن. وجاء رده على الحاكم مكتوبا بيد مرتعشة كالآتي: «أفهم أن الإعدام سيمضي حسبما تقرر. إذا غيرت رأيك فأرسل إلي سريعا رجاء. سأرجئ التنفيذ حتى آخر لحظة يسمح بها القانون.»

لم يرسل بوين هذه الرسالة، لكنه أرسل غيرها. وبينما انهمك في ذلك أطلق ضحكة، فانتبه لنفسه وتوقف عن ذلك؛ لأن ضحكته بدت غريبة. وخاطب نفسه قائلا: «أتساءل هل ما زلت في كامل قواي العقلية.» ثم أردف: «أشك في ذلك.»

مضت ساعات الليل ثقيلة. وبعد منتصفه جاء رجل يمثل مؤسسة صحفية لإرسال رسالة طويلة. تولى بوين إرسالها وهو يخشى أن يذكر متلقيها لمرسلها العفو الصادر في العاصمة. كان يعلم كيف تنتشر الأخبار الهامة على نحو ميكانيكي في خطوط التلغراف على يد رجال اعتادوا تولي تلك المهمة منذ سنين. على أي حال، لن يستطيع كل ما في العالم من نحاس وزنك إرسال الرسالة إلى برنتنجفيل إلا من خلاله، إلى حين مجيء عامل المناوبة النهارية، وعندئذ سيكون الأوان قد فات.

أطال ممثل المؤسسة الصحفية البقاء، وسأله عما إذا كان عامل تلغراف واحد فقط سيكون في المكتب بعد تنفيذ الإعدام.

وأضاف: «سأود إرسال الكثير من الأشياء وأريد أن يحدث هذا بسرعة شديدة. بعض الصحف قد تصدر أعدادا استثنائية. كنت سأجلب معي عاملا إضافيا، لكننا ظننا أن العفو سيصدر، ولو لم يعتقد رئيس الشرطة ذلك.»

قال بوين دون أن يرفع رأسه عن الآلة: «عامل المناوبة النهارية سيكون هنا في السادسة، وسأعود أنا لمعاونته بعد أن أحتسي كوبا من الشاي، وسنتولى إرسال كل ما تريد.»

قال الرجل: «شكرا لك. إن هذا أمر يبعث على الكآبة، أليس كذلك؟»

رد بوين: «بلى.»

قال الرجل: «ظننت الحاكم سيرضخ للضغوط؛ ألم تظن ذلك؟»

رد بوين: «لا أعرف.»

Bilinmeyen sayfa