قام الشرطي الجالس في مؤخرة منطقة الاستقبال - ربما لشعوره بالوحدة - واتجه إلى الباب، وأومأ إلى رفيقه الذي يمشي ذهابا وإيابا بلا انقطاع. توقف الآخر للحظة وتحدثا. وبينما كان الشرطي يعود إلى مكانه، خاطبه دوبريه قائلا: «تعال لتشرب معي.»
أجابه الشرطي وهو يغمز بعينه: «ليس أثناء العمل.»
قال دوبريه في هدوء: «أيها النادل، أحضر لي إناء من البراندي. من نوع «فين شامبين».»
وضع النادل الإناء الصغير الموسوم على الطاولة وكأسين. ملأهما دوبريه. ونظر الشرطي حوله سريعا ثم ابتلع محتوى أحدهما سريعا وتمطق. في حين أخذ دوبريه يحسو من الكأس الأخرى على مهل وسأل الشرطي: «هل تتوقعون حدوث أي متاعب هنا؟»
أجاب الشرطي بنبرة واثقة: «لا نتوقع شيئا.» ثم أردف: «كل ما في الأمر أن هناك كلاما يدور.»
قال دوبريه: «هذا ما ظننت.»
قال الشرطي وهو يبتسم ابتسامة خفيفة: «لقد عقدوا اجتماعا منذ عدة أيام؛ اجتماعا سريا.» ثم أضاف: «تحدثوا كثيرا. وسيفعلون أشياء رائعة. وقد كلف رجل منهم بتنفيذ مهمة معينة.»
سأل دوبريه: «وهل قبضتم عليه؟»
رد الشرطي: «أوه، كلا. إننا نراقبه فقط. إنه أكثر رجال هذه المدينة رعبا الليلة. نتوقع أن يأتي إلينا ويخبرنا بكل شيء عن المهمة، لكننا نأمل ألا يفعل ذلك. فنحن نعلم عن المهمة أكثر مما يعلم.»
قال دوبريه: «أظن ذلك؛ لكن لا بد أن هذا كله أضر بعمل إم سون كثيرا.»
Bilinmeyen sayfa