Interpretation of Surah Al-Ikhlas
تفسير سورة الإخلاص
Araştırmacı
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
Yayıncı
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Türler
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله عَلَى محمد وآله وصحبه وسلم.
قال ابن رجب -رحمه الله تعالى-: "الكلام عَلَى سورة الإخلاص".
وفي موضع نزولها قولان: أحدهما أنها مكية.
والثاني: مدنية، وذلك في فصول في فضائلها وسبب نزولها وتفسيرها.
أمَّا فضائلها فكثيرة جدًّا؛ منها: أنها نسبة الله ﷿.
خرَّج الطبراني (١) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرَائفي، عن الوازع ابن نافع، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "لكل شيء نسبة، ونسبة الله: ﴿قل هو الله أحد * الله الصمد﴾، ليس بأجوف".
الوازع ضعيف جدًّا، وعثمان يروي المناكير، وسيأتي في سبب نزولها ما يشهد.
ومنها: أنَّها صفة الرحمن، وفي "صحيح البخاري ومسلم" (٢) من حديث عَائِشَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، فَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؛ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ».
ومنها: أن حبها يوجب محبة الله، لهذا الحديث المذكور آنفًا، ومنه قول ابن مسعود: "من كان يحبُّ القرآن فهو يحبُّ الله" (٣).
ومنها: أن حبها يوجب دخول الجنة؛ ذكره البخاري في "صحيحه" تعليقًا (٤) وقال: عبيد الله عن ثابت عن أنس قال: "كان رجل من الأنصار
_________
(١) في "الأوسط" (٧٣٢) وقال: لا يروى هنا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد،
تفرد به عبد الرحمن بن نافع.
(٢) أخرجه البخاري (٧٣٧٥)، ومسلم (٨١٣).
(٣) أخرجه الطبراني في "الكبير" (٩) برقم (٨٦٥٦).
(٤) برقم (٧٤١).
2 / 529