İnsanbilim: Çok Kısa Bir Giriş
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Türler
لكن منظومة الأخلاق بالتأكيد ليست اعتباطية أو نسبية على هذا النحو، فلا يمكننا أن نجعل تعذيب الأبرياء أمرا صحيحا بمجرد قولنا ذلك. مثل هذا التعذيب خاطئ من دون تبرير، وليس خاطئا لأننا نقول عليه إنه خاطئ.
ختاما، وبحسب الحجة، إن لم تكن الأشياء صحيحة أو خاطئة لأننا نقول ذلك عنها، إذن يجب أن تكون صحيحة أو خاطئة لأن الإله هو الذي يقول ذلك بشأنها. لم تعذيب الأبرياء خاطئ مهما كان ما يمكن أن نقوله عنه أو نفكر فيه بشأنه؟ لأن الإله يقول إنه خاطئ.
والنظرية القائلة بأن الأشياء تكون صحيحة أو خاطئة أخلاقيا، طيبة أو خبيثة أخلاقيا، فقط لأن الإله يقول ذلك عنها؛ معروفة باسم «نظرية الأمر الإلهي». وحسب هذه النظرية، يكمن خطأ جريمة القتل ببساطة في أن الإله يأمرنا بألا نقتل. (2) معضلة يوثيفرو
الحجة أعلاه المؤيدة لنظرية الأمر الإلهي جذابة وذات قبول واسع، لكن بنظرة عن كثب، نجدها حجة ضعيفة؛ فثمة خلل كبير بها، أول من كشف عنه كان الفيلسوف أفلاطون في حواره «يوثيفرو».
فالخلل بالحجة يتضح عندما نطرح السؤال التالي:
هل الأشياء صحيحة/خاطئة، طيبة/خبيثة أخلاقيا لأن الإله يقول ذلك، أم أن الإله يقول عنها ذلك لأنه يدرك أنها كذلك؟
أيا من هاتين الإجابتين سيكون رد التأليهي؟ إن قال التأليهي إن الأشياء صحيحة أو خاطئة أخلاقيا لا لسبب إلا لأن الإله يقول بذلك، إذن يتضح أن منظومة الأخلاق لا تزال اعتباطية ونسبية؛ فقبل إصدار الإله لأي أوامر، لا يوجد صواب أو خطأ؛ ومن ثم، أيا كانت الأوامر التي يصدرها، يجب أن تكون اعتباطية أخلاقيا. علاوة على ذلك، إن قال الإله إن تعذيب الأبرياء أمر صحيح، فإنه سيكون كذلك. لكن بالطبع هذا الزعم غير منطقي بالقدر نفسه الذي عليه الزعم القائل بأننا إن قلنا إن تعذيب الأبرياء صحيح، فإنه سيكون كذلك. وهكذا فإننا نواجه المشكلات نفسها مرة أخرى، إلا أنها الآن في جانب الإله.
ويؤكد بعض التأليهيين في ردهم أنه بسبب أن الإله نفسه خير أخلاقيا، فلن يأمرنا بتعذيب الأبرياء. إلا أنه بحسب نظرية الأمر الإلهي، أن تقول إن الإله خير أخلاقيا كأنك تقول إنه يقول إنه خير؛ الأمر الذي يمكنه أن يقوله أيا كانت الأوامر التي يصدرها بشأن تعذيب الأبرياء. من ثم، وحسب نظرية الأمر الإلهي، فإن خيرية الله لا تستتبع أنه لن يأمرنا بتعذيب الأبرياء.
يبدو إذن أن الإجابة الأولى - الأشياء صحيحة/خاطئة أخلاقيا لأن الإله يقول ذلك - غير مقبولة بالقدر نفسه الذي لا يقبل به الزعم القائل إن الأشياء صحيحة/خاطئة أخلاقيا لأننا نقول ذلك، وللأسباب ذاتها تقريبا.
ماذا إذن عن الإجابة الثانية: الإله يقول إن الأشياء صحيحة أو خاطئة أخلاقيا لأنه يدرك أنها كذلك؟ إن الإله لا يجعل تعذيب الأبرياء خاطئا بإصداره أمرا بشأنه؛ فمثل هذا التعذيب سيكون خاطئا أيا كان ما أمر به الإله. وأوامر الإله، على حالها، تصدر لأغراض التبليغ وحسب.
Bilinmeyen sayfa