İnsan, Hayvan, Makine: İnsan Doğasının Sürekli Yeniden Tanımlanması

Mişil Naşat Şafik Hanna d. 1450 AH
64

İnsan, Hayvan, Makine: İnsan Doğasının Sürekli Yeniden Tanımlanması

الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية

Türler

أدت هذه التغييرات في الرؤية إلى تجديد التجارب الروبوتية والعودة إلى أساليب تصميم وتجربة كانت تميز علم تصميم الروبوتات قبل ظهور الكمبيوتر الرقمي. فقد اتخذ الإنسان الآلي الذي يشبه السلحفاة والذي صممه جراي والتر عام 1948 مثالا لما يجب أن تكون عليه أي آلة ذات أداء قوي، مما أدخل بصورة بارعة مفهوم الآلة المادية ذات السلوكيات المأمولة. وكانت هذه الروبوتات المتشابهة قادرة على القيام بتصرفات معقدة دون استخدام لوغاريتمات ذكاء اصطناعي. وكان تصميمها يأخذ في الاعتبار طبيعتها الفيزيائية الخاضعة للجاذبية والاحتكاك، التي تحاكي الحواس بحركاتها. وكانت طبيعة نظامها الحسي ووضعه يسمحان لها بحل مهام معقدة كإيجاد موقع إعادة الشحن دون الحاجة إلى القيام بأي عملية استدلالية. ومن خلال هذا النهج، كانت «روح» الآلة مرتبطة بصورة وثيقة بجسدها؛ حيث ينبغي تصميم الاثنين معا لكي يمثلا كلا متماسكا. (2-3) مفهوم الروح كمبدأ محرك ولكن غير متحرك

وفقا لوجهة نظر أرسطو المعارضة لوجهة نظر أفلاطون في هذا الشأن، تحرك الروح الأجسام، ولكنها غير متحركة في حد ذاتها. وتتردد هذه الرؤية التي تعتبر الروح مبدأ محركا ولكن غير متحرك في العديد من المفاهيم الحديثة في علم تصميم الروبوتات. ففي بداية التسعينيات كانت تجارب الذكاء الاصطناعي الجديد تتركز أساسا على وضع نموذج لسلوك الحشرات، وهو مثال بعيد استراتيجيا عن برامج الذكاء الاصطناعي التقليدي التي تلعب الشطرنج. ولكن في الأعوام التالية، حاول بعض الباحثين مد النهج ذاته ليشمل تصميم روبوتات قادرة على التعلم كالأطفال الصغار؛ أي بصورة مستمرة ومفتوحة (انظر الفصل الخامس).

لم يكن الاسترشاد بنمو الأطفال في تصميم آلات متعلمة فكرة جديدة بما أن آلان تورنج قد اقترح ذلك من قبل في أحد المقالات المؤسسة للذكاء الاصطناعي،

10

ولكن الرؤية «الحسية والحركية» التي طورها الذكاء الاصطناعي المجسد يمكنها أن تعطي هذه الفكرة بعدا غير مسبوق. فعبر محاولة تصميم آلات قادرة على تعلم مجموعة كبيرة من المهارات الحسية والحركية، أعاد باحثو علم تصميم الروبوتات «القادرة على النمو » أو «غير الجينية» النظر بصورة جزئية في الأسس المبدئية للذكاء الاصطناعي المجسد. وكان للجسد دائما أهميته بما أن الأمر يتعلق بتطوير مهارات حسية وحركية ترتبط بصورة وثيقة ببنية وبيئة محددتين. ولكن يتعين من جديد تحديد عملية مستقلة لكل جسم وكل نمط حياتي وكل مهمة محددة داخل نظام الروبوت. ولكن في الواقع فإن أي آلية قد تدفع إلى تعلم مهارات جديدة لا يمكن تحديدها ببعض أنواع السلوكيات أو المحيط أو الجسد يتعين أن تكون عامة ومجردة.

لا يعتبر إذن الفصل بين «جسد» الآلة و«روحها» كالفصل الذي يميز الجزء المادي عن الجزء البرامجي للآلة، وهي عملية الفصل ذاتها التي كانت تنطبق على البطاقات المثقوبة والكمبيوتر الرقمي. وفي هذه الازدواجية المنهجية الجديدة، كان الأمر يتعلق بالفصل بين قشرة جسدية قد تتغير وفقا لمكان حسي وحركي محدد من ناحية، ومن ناحية أخرى نواة تدريب وهي مجموعة من العمليات العامة والمستقرة والقادرة على التحكم في أي واجهة جسدية.

11

ولقد ذكرنا مثالا على نواة التدريب في الفصل الخامس الذي يصف كيف يمكن أن تكون آلة محفزة لاستكشاف بيئتها عبر مبدأ بسيط وعام. وبذلك أصبحت هذه الآلات الجديدة مزودة بروح أرسطية؛ أي مبدأ محرك وغير متحرك يكون مسئولا اليوم عن حركتها، وفي الغد عن عمليات إدراكية أكثر تطورا. وفي هذا المفهوم الجديد، لم يكن الجسد هو الثابت والبرامج هي المتغيرة، بل كان العكس تماما: كان البرنامج هو الثابت والجسد هو المتغير.

12

إجمالا، فإن الأبحاث الحديثة عن الذكاء الاصطناعي لا تجعل منا آلات بلا «روح»، بل تدعونا في المقابل إلى التفكير في المفاهيم الفلسفية المختلفة حول الروح وحول طرق تجربتها في الواقع.

Bilinmeyen sayfa