İnsan, Hayvan, Makine: İnsan Doğasının Sürekli Yeniden Tanımlanması
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
Türler
ولقد اطلعنا أيضا فيما سبق على الأبحاث النموذجية التي قام بها فرانس دي وال وزملاؤه حول قطعان الشمبانزي. وتسمح بعض أجزاء هذه الأعمال المستخرجة من العديد من كتب دي وال بالإجابة عن هذا السؤال. (1-1) أخلاق الشمبانزي
يذكر دي وال أن الشمبانزي قادر على التحلي بالعديد من السلوكيات التي قد نصفها نحن البشر بأنها «أخلاقية» كإبداء التعاطف أو التعلق بالآخر أو مساعدة المعاقين أو الجرحى. وبصفة عامة، يمتلك الشمبانزي سلوكيات اجتماعية تسمح بأن يعمل القطيع بصورة متناسقة، ومن بين هذه السلوكيات نجد التفاوض والتعزية والتعاون والعقاب والمصالحة. ويلاحظ دي وال
1
أنه يترتب على ذلك «أن الإيثار ليس حكرا على جنسنا البشري». فتظهر إذن الأنظمة الأخلاقية، أو الأخلاقية الأولية، التي تضمن حياة متناسقة بداخل مجموعة اجتماعية، في أعقاب «التعارض بين المصالح الفردية والمصالح الجماعية».
2
وبداخل هذه السلوكيات أو الأنظمة الأخلاقية (الأولية) اهتم دي وال بدراسة الآليات الاجتماعية للمصالحة، التي تتفق مع ما نسميه في الأخلاق الإنسانية «العفو». ولنقرأ من جديد الاستنتاج الذي توصل إليه:
3 «إن العفو ليس [...] فكرة غامضة وعظيمة تعود إلى آلاف السنين قبل ظهور الديانتين اليهودية والمسيحية [...] فإن امتلاك القردة والقردة العليا والإنسان لسلوكيات المصالحة يعني أن العفو ربما يوجد منذ أكثر من ثلاثين مليون عام، وأنه يسبق الانفصال الذي حدث في تطور رتبة الرئيسات من الثدييات.» (1-2) الأسس الطبيعية للأخلاق
في إطار هذه السلوكيات «الأخلاقية الأولية»، ينبغي أيضا ملاحظة أنه بغض النظر عن الشمبانزي فثمة اهتمامات أخلاقية تعتبر «إنسانية» مثل الاهتمام الخاص بالأطفال، وتنتج هذه الاهتمامات، لأسباب تطورية واضحة، عن احتياجات طبيعية للفصيل لحماية صغاره. ويجب أن نلاحظ أيضا أن «هذا الاهتمام الخاص بالأطفال» يوجد بالطبع لدى العديد من الفصائل الحيوانية الفقارية سواء أكانت اجتماعية أم لا. وباتباع فكرة فلاك ودي وال
4
وتطبيقها على كل الفقاريات، نلاحظ أنه يوجد لدى رتبة الرئيسات بأكملها، وبلا شك لدى غالبية الفقاريات، ما يسميه المؤلفون ب «كتلة بناء قاعدية» للأخلاق تتعلق في آن واحد بالقدرة على الاهتمام ببعض القواعد الاجتماعية الكبرى، وبوجود هذه القواعد في حد ذاتها، وهي «كتلة بناء»، قد نكون نحن أيضا مرتبطين بها.
Bilinmeyen sayfa