وإحنا بنسكن عشرة في أوضة.
كفاية دين عاوزين تموين.
كفاية صلاة وزعيق عاوزين نعيش.
الإجهاض
تركب سعدية الأوتوبيس حتى تصل إلى باب الشقة، تدق الجرس، تعرف الأستاذة فؤادة أنها سعدية من رنين الجرس، موعدها في السابعة صباحا لا تتأخر إلا نادرا ولسبب خارج عن إرادتها، ودخلت سعدية المطبخ، خلعت جلبابها النظيف، علقته في الشماعة وراء باب المطبخ، ارتدت الجلباب الآخر الذي تشتغل به، وضعت كيس نقودها ومفتاح الغرفة في درج صغير أسفل دولاب الحلل، رأتها فؤادة تبكي وهي واقفة أمام الحوض، غسالة الصحون جاية أول الشهر يا سعدية. - كتر خيرك يا ست فؤادة. - وميعاد العملية يوم الخميس الساعة عشرة الصبح. - أنا خايفة عليها يا أستاذة. - عملية بسيطة جدا.
تعرف سعدية أنها عملية إجهاض، تفقد ابنتها طفلها وهي تفقد حفيدها، هل كانت تحلم أن يكون لها حفيد، وأن تعيش ابنتها حياة أفضل من حياتها.
ترمق بطرف عينها بطن الأستاذة المرتفعة قليلا تحت الفستان.
تتحسس فؤادة بطنها بيدها الناعمة، تعد الشهور على أصابعها الطويلة الرشيقة، أظفارها نظيفة مقصوصة بعناية.
ترمق سعدية ارتفاع بطنها، تقول لنفسها: إشمعنى يا رب بنتي تعمل إجهاض، وغيرها لأ. تطبق شفتيها وتبعد عينيها عن الأستاذة، تشعر بتأنيب الضمير، أتقابل المعاملة الطيبة بالحسد والحقد؟ - فاضل خمس شهور يا سعدية. - يفوتوا حالا يا أستاذة وتجيبي أخ للمحروسة بنتك. - يمكن تطلع بنت مش ولد. - أنا عارفة أنه ولد. - عرفتي منين يا سعدية؟ - كانت المرحومة أمي بتعرف الولد من البنت من ريحة قميصها. - ده علم جديد ما حدش من الدكاترة يعرفه.
وتضحك فؤادة، يسرها أن تتبادل الحديث مع سعدية، تقول عنها الشغالة وليس الخادمة، لم تدخل مدرسة لكن عقلها ورث جينات الحضارة القديمة والذاكرة الجماعية منذ إيزيس وأوزوريس. - أيوه يا أستاذة لو دخلت المدرسة كنت بقيت ست محترمة. - إنتي محترمة يا سعدية من غير مدرسة؟ - مين يحترم خدامة في البيوت يا ست فؤادة؟
Bilinmeyen sayfa