ولم يحدّث نفسه بغزو؛ مات على شعبةٍ من نفاق» .
وخرَّج أبو داود (١)، عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ قال: «مَنْ لم يَغْزُ أو
يُجهِّزْ غازيًا أو يَخْلُف غازيًا في أهله بخير؛ أصابه الله بقارعةٍ قبل يوم القيامة» .
وخرَّج -أيضًا- عن أنس أن النبي ﷺ قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم» (٢) .
_________
= (١٥٨) (١٩١٠) . ومن طريقه ابن حزم في «المحلَّى» (٧/٢٩١) .
(١) في «سننه» في كتاب الجهاد (باب كراهية ترك الغزو) (رقم ٢٥٠٣) بسنده إلى الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة.
وأخرجه من طرقٍ عن الوليد به: الدارمي (٢٤٢٣)، وابن ماجه (٢٧٦٢)، والطبراني في «الكبير» (٨/٢١١/٧٧٤٧)، وفي «مسند الشاميين» (رقم ٨٨٣)، والبيهقي في «الكبرى» (٩/٤٨)، وأبو الفرج المقرئ في «الأربعين في فضل الجهاد والمجاهدين» (ق ١٧٧/ب)، وشمس الدين المقدسي في «فضل الجهاد والمجاهدين» (٢٨)، وابن أبي عاصم في «كتاب الجهاد» (رقم ٩٩) .
والوليد بن مسلم؛ قال الحافظ في «التقريب» (٧٤٥٦): «ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية» .
وقد صرَّح الوليد عند ابن ماجه، والدارمي، والطبراني، وأبي الفرج بالسماع من يحيى، لكنه لم يصرح بتحديث القاسم ليحيى -ولابد من ذلك-؛ لأنه كما سبق يدلس تدليس التسوية.
ولكن أخرج الحديث: الروياني في «مسنده» (٢/٢٧٩ رقم ١٢٠١) فقال: حدثنا علي بن سهل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم به. فصرّح بتحديث القاسم ليحيى، وبتحديث أبي أمامة للقاسم، فزالت شبهة تدليسه.
وعلي بن سهل، هو الرملي: «صدوق» . كما في «التقريب» (٤٧٤١) .
ومن طريق الروياني: أخرجه ابن عساكر في «الأربعين في الحث على الجهاد» (ص ٨٤-٨٥) .
وعلى أيٍّ، فالحديث حسن -إن شاء الله-. انظر: «صحيح أبي داود» (٢/٩٧) لشيخنا الألباني -رحمه الله تعالى-.
وله شاهد من حديث مكحول، عن أبي هريرة ﵁؛ أخرجه عبد بن حميد (١٤٣٢)، والطبراني في «الشاميين» (رقم ٢٨٧) بإسناد ضعيفٍ، مع إرساله.
وأخرجه -أيضًا- ابن أبي عاصم في «كتاب الجهاد» (رقم ٩٨)، والطبراني في «الشاميين» (رقم ٧٩٦) بإسناد ضعيف -أيضًا-. لكن يشهد له حديث أبي أمامة المذكور آنفًا، والله الموفق.
(٢) في الأصل علامة إلحاق، ولايوجد شيء في الهامش، ولعلَّ الناسخ أراد إلحاق =
1 / 41