74

Informing About the Sanctity of Scholars and Islam

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

Yayıncı

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

في شِعب من الشعاب يعبد الله، ويدع الناس من شره " (١). وعن ابن عباس ﵄: أن رسول الله ﷺ خرج عليهم وهم جُلُوس في مجلسٍ، فقال: " ألا أخبركم بخير الناس منزلًا؟ "، فقلنا: " بلى يا رسول الله "، قال: " رجل آخِذٌ برأس فرسه في سبيل الله حتى عُقِرَت أو يُقْتَلَ، فأخْبركم بالذي يليه؟ "، قلنا: " بلى يا رسول الله "، قال: " امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناس " (٢) الحديث. وقال القشيري: " ليس تحصل الغِيبة من الخلق إلا بالغَيبة عن الحق "، ولهذا كانت الغيبة وأكل لحوم الناس قوتًا لا يستغنى عن التهامه الشاردون عن منهج الله، والغافلون عن ذكره ﷿، ومن ثم كثرت شكاوى الصالحين من أمثال هذه المجالس، وكثر تندمهم عليها، وفرارهم منها: فقد قيل لعبد الله بن المبارك: " إذا أنت صليت، لم لا تجلس معنا؟ "، قال: " أجلس مع الصحابة والتابعين، انظر في كتبهم وآثارهم، فما أصنع معكم؟ إنكم تغتابون الناس " (٣). وقد قيل: " علامة المزيد قطيعة كل خليط، لا يريد ما تريد ". وقال محمد بن نضر الحارثي لأبي الأحوص: " أليس يزعمون أنه قال: (أنا جليس من ذكرني؟)، قال: بلى، قال: ما على أحد أن لا يجالس الناس " (٤)، وعن أبي أسامة قال: قلت لمحمد بن النضر: أما تستوحش من طول

(١) أخرجه -من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ مسلم (١٨٨٨)، وابن ماجه (٣٩٧٨)، وابن حبان (٦٠٦) وغيرهم. (٢) أخرجه أحمد (١/ ٢٣٧)، والنسائي (٥/ ٨٣)، والدارمي (٢/ ٢٠١ - ٢٠٢)، وابن حبان (٦٠٤)، قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: " وإسناده حسن ". (٣) " سير أعلام النبلاء " (٨/ ٣٩٨). (٤) " الزهد " لابن أبي عاصم رقم (٨٣) ص (٤٧).

1 / 76