127

Informing About the Sanctity of Scholars and Islam

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

Yayıncı

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

الفصل الأول
أهمية الأدب وشدة الحاجة إليه
" أدب النفس " ممدوح بكل لسان، ومتزيَّن به في كل مكان، وباق ذكرُه مدى الأزمان، وكل من أعار الوجودَ نظرة البصير؛ علم أن حاجة المرء إلى تأديب نفسه من أهم الحاجات، وإذا كان الرجال بالأعمال، فإن الأعمال هي آثار الآداب والأخلاق والصفات، وبذلك يتفاضل الناس، وليس بالعلوم والإجازات والشهادات فحسب، فان العلم آلة تديرها الأخلاق، وتسيرها الآداب.
وأدب الظاهر عنوان أدب الباطن، وحركات الجوارح ثمرات الخواطر، والآداب رشح الأرواح السامية، والنفوس المهذبة، والمعارف الراقية، فالإنسان مركب من جسدٍ مُدْرَك بالبصر، ومن روح ونفس مدركة بالبصيرة، ولكل واحد منهما هيئة وصورة، إما قبيحة وإما جميلة، فالنفس المدركة بالبصيرة أعظم قدرًا من الجسد المدرك بالبصر، ولذلك عظم أمره بإضافته إليه إذ قال تعالى: ﴿إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [ص٧١: ٧٢] فنبه على أن الجسد منسوب إلى الطين، والروح إلى رب العالمين (١)، وحسبك هذا دليلًا على شرف الأدب وفضله.

(١) " جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب " للقاسمي ص (٣).

1 / 131