212

İmtaç-ı Esmâ

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Soruşturmacı

محمد عبد الحميد النميسي

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Yayın Yeri

بيروت

خبر دفن القتلى ودفن حمزة
وقال ﷺ للمسلمين، احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر. وقدموا أكثرهم قرآنا، فكانوا يقدمون أكثرهم قرآنا في القبر، ولما واروا حمزة ﵁ أمر رسول اللَّه ﷺ ببردة تمدّ عليه وهو في القبر، فجعلت البردة إذا خمّروا [(١)] رأسه بدت قدماه، وإذا خمّروا رجليه ينكشف وجهه، فقال ﷺ: غطوا وجهه، وجعل على رجليه الحرمل [(٢)] . فبكى المسلمون وقالوا:
يا رسول اللَّه! عم رسول اللَّه لا نجد له ثوبا؟ فقال: تفتح الأرياف والأمصار فيخرج إليها الناس ثم يبعثون إلى أهليهم، إنكم بأرض حجاز [(٣)] جردية [الجردية التي ليس بها شيء من الأشجار] [(٤)] والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. والّذي نفسي بيده لا يصبر أحد على لوائها وشدتها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة.
مصعب بن عمير
ومر ﷺ على مصعب بن عمير وهو مقتول في بردة [(٥)] فقال: لقد رأيتك بمكة وما بها أحد أرق حلة منك ولا أحن لمّة منك، ثم أنت شعث الرأس في بردة. ثم أمر به فقبر.
وكان كثير من الناس حملوا موتاهم إلى المدينة فدفنوهم، فنادى منادي رسول اللَّه ﷺ: ردّوا القتلى إلى مضاجعهم. فلم يردّ أحد إلا رجل واحد أدركه المنادي ولم يدفن، وهو شماس بن عثمان المخزوميّ.
موقف المسلمين للثناء على اللَّه
ولما فرغ ﷺ من دفن أصحابه ركب فرسه وخرج، والمسلمون حوله:
عامتهم جرحى، ولا مثل لبني [(٦)] سلمة وبني عبد الأشهل ومعه أربع عشرة امرأة،

[(١)] خمروا: غطّوا.
[(٢)] الحرمل: نبات صحراوي.
[(٣)] الحجاز: سمّى بذلك لأنه يحتجز بالجبال، (معجم البلدان) ج ٢ ص ٢١٨.
[(٤)] هذه الزيادة من نص (الراقدي) ج ١ ص ٣١١.
[(٥)] البردة: كساء مخطط يلحف به. (المعجم الوسيط) ج ١ ص ٤٨.
[(٦)] في (خ) «ولا مثل نبي»، وما أثبتاه عبارة (الواقدي) ج ١ ص ٣١٤.

1 / 174