Impact of the Heart's Work on Quranic Recitation and Contemplation
أثر عمل القلب على تلاوة القرآن وتدبره
Türler
وتعليمهم أو يظهر على المواقع والقنوات ونحوها للتلاوة يلزم عليه أن يكون على حرص تام من تسرب شوائب العجب وحب السمعة والرياء إلى قلبه، دائم المحاسبة لنفسه حريصًا كل الحرص على سلامة مقاصده مجاهدًا لنفسه، ينظر لها بمنظار صاف، لا يجامل مع نفسه ولا يداهن معها، ومع ذلك يكون داعيًا ملحًا في الدعاء على ربه أن يرزقه الإخلاص لوجهه الكريم وأن يجيره من الرياء والسمعة والعجب بعمله.
ووقت الليل أكثر صفاء من وقت النهار، يقول ابن حجر ﵀ معلقًا على مدارسة جبريل ﵇ للنبي ﷺ القرآن في كل ليلة من رمضان: "وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم، لأن الليل مظنة ذلك؛ لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية" (^١).
وقال النووي ﵀: «ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر، وفي صلاة الليل أكثر .. والأحاديث والآثار في هذا كثيرة .. وإنما رُجِّحت صلاة الليل وقراءته؛ لكونها أجمع للقلب، وأبعد عن الشاغلات والمُلْهِيَات والتصرف في الحاجات، وأصون عن الرياء وغيره من المُحْبِطَات، مع ما جاء به الشرع من إيجاد الخيرات في الليل (^٢) ..» (^٣).
والخلوة مع الله في ظلمة الليل واقفًا بين يديه قائمًا راكعًا ساجدًا لتلاوة كتابه وتدبر آياته لها طعم وحلاوة ولذة لا مثيل لها.
يقول من ذاق ذلك: " أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء" (^٤).
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «تَفَقَّدُوا الْحَلَاوَةَ فِي الصَّلَاةِ وَفِي الْقُرْآنِ وَفِي الذِّكْرِ فَإِنْ وَجَدْتُمُوهَا
_________
(^١) فتح الباري (٩/ ٤٥).
(^٢) وذكر ﵀ لهذا أمثلة من الأسراء والمعراج، ونزول الله في ثلث الليل الآخر
(^٣) التبيان في آداب حملة القرآن (٨٢ - ٨٤) ط المنهاج.
(^٤) نقله في تاريخ دمشق لابن عساكر (٣٤/ ١٤٦) عن أبي سليمان الدارني.
1 / 56