Impact of Text Justification on Its Meaning
أثر تعليل النص على دلالته
Yayıncı
دار المعالي
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
Yayın Yeri
عمان
Türler
فهموا أنه خرج مخرج الترخيص والتيسير، ولذا قال أبو سعيد ﵁ "فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر" أي منا من جرى مع ظاهر الأمر فأفطر ومنا من نظر إلى علة الأمر فصام، وكل على صواب إن شاء اللَّه بإقرار النبي ﷺ لهم لأنه كان بين ظهرانيهم ومستبعد أن لم يكن قد اطلع عليهم.
وفي المرة الثانية لم يدع النبي ﷺ مجالًا للاجتهاد فجزم الأمر بالفطر فكان ذلك - كما قال أبو سعيد - «عزمة» فأطاعوا.
المثال الثالث: حديث النهي عن الوصال في الصوم (^١):
عن أبي هريرة ﵁ قال: "قال النبي ﷺ: لا تواصلوا" وفي رواية "نهى رسول اللَّه ﷺ عن الوصال في الصوم قالوا: إنك تواصل: قال: إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقين، فلم ينتهوا عن الوصال" قال: "فواصل بهم النبي ﷺ يومين أو ليلتين ثم رأوا الهلال، فقال النبي ﷺ: لو تأخر الهلال لزدتكم، كالمنكي لهم" (^٢).
وجه «تأثير تعليل النص على دلالته» في هذه الواقعة هو أن مقتضى قول النبي ﷺ لأصحابه: "لا تواصلوا" هو أن يمتنعوا عن الوصال وجوبًا أو ندبًا تمشيًا مع ظاهر النهي وهذا ما لم يحدث، إذ إن الصحابة لم يلتفتوا إلى ظاهر هذا النهي حتى نظروا في علته فلما وجدوه خرج مخرج الرفق بهم والرحمة لهم، كما صرحت بذلك السيدة عائشة ﵂ في روايتها للحديث
_________
(^١) الوصال في الصوم: هو أن يصام اليوم واليومان والثلاثة فأكثر من غير فطر في ليل أو نهار. انظر: المعجم الوسيط، ج ٢، ص ١٠٧٩.
(^٢) البخاري، الصحيح، حديث رقم (٧٢٩٩).
1 / 89