İslam İmparatorluğu ve Kutsal Mekanlar
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Türler
وحسبي أن أشير من هذه الأماكن المتصلة ببيت المقدس إلى جبل الزيتون وطريق الآلام، على أنني لا أريد الوقوف عند هذه الأماكن المسيحية أو تلك الأماكن الإسلامية؛ لأنني - كما ذكرت من قبل - إنما وقفت عند الأماكن التي نالت - بحكم قدسيتها - من العناية الخاصة ما سنفسره في الفصل الأخير عن الأماكن المقدسة في الشرق الأوسط، لنستشف منه الدوافع التي حركت الوجدان الإنساني للعناية بتلك الأماكن المقدسة.
لكني أحرص قبل الحديث عن هذه الدوافع على أن أتحدث عن حائط المبكى، فهو المكان المقدس لليهود في أرض المعاد، واليهودية هي أولى الأديان السماوية الثلاثة التي نزلت بالشرق الأوسط. صحيح أن حائط المبكى لم يعمره اليهود، وما كان لهم أن يعمروه، لكنه يحدث عن معنى له من القدسية في نفوسهم ما للأماكن المقدسة التي تحدثنا عنها في نفوس المسلمين، وفي نفوس النصارى.
الفصل الثالث
مبكى اليهود
(1) مبكى اليهود
ألف الناس من أهل بيت المقدس منظرا تقع عليه أعينهم بعد ظهر الجمعة وصبح السبت من كل أسبوع على مدار السنة، منظر فذ لا مثيل له في العالم كله، هو لذلك مثار طلعة الغريب النازل بيت المقدس حاجا أو سائحا، ففي هذين الموعدين من كل أسبوع تكتظ شوارع المدينة وطرقها بعدد عظيم من الرجال والنساء والأطفال، لبسوا أجمل ثيابهم على اختلاف صورها وألوانها، فمنهم لابس القفطان والقبعة، ومنهم لابس السروال والعمامة السوداء، والنساء في أزيائهن المتباينة قد لبسن أفخر ما عندهن، فقيرات كن أو ثريات، وألبسن أطفالهن أجمل ثيابهم. ويتأبط كل من هؤلاء كتابا من كتب العبادة، ويتوجهون جميعا وجهة واحدة، يتوجهون إلى ناحية حائط المبكى، فأولئك هم اليهود، ذاهبون يبكون.
فإذا اتبعتهم في طرق البلد المقدس بلغت معهم ذلك الحائط الغربي الباقي من الهيكل المقدس، ثم رأيتهم وقفوا جميعا أمامه، يقبل بعضهم أحجاره ويتمسح بعضهم بها تبركا وطلبا للمثوبة. فإذا حان موعد البكاء رأيت ربانيهم وقف على رأسهم يحدوهم ويجيبونه. وقد صور غير واحد من السائحين الذين شهدوا هذا المنظر المثير للشجن صورة هؤلاء الباكين تسيل دموعهم على خدودهم، وتخنق العبرات بعضهم حتى يكاد يغص بها. وذكر هؤلاء السائحون حداء الرباني وجواب شعب إسرائيل، هذا الحداء وهذا الجواب اللذان لم يتغيرا من تسعة عشر قرنا، واللذان لا يزالان يترددان كل أسبوع في أجواء بيت المقدس إلى وقتنا الحاضر.
صورة الحداء
وجدير بنا أن نروي صورة هذا الحداء وهذا الجواب للذين لم يقفوا من بعد عليهما، ليروا صورة من آلام شعب إسرائيل وآماله. وننبه قبل أن نبدأ الرواية إلى أن جواب الشعب لا يزيد في بدء النظر على هذه الكلمات: «نجلس في عزلتنا وننوح»، أما ما سوى هذه العبارة فحداء الرباني، والمنظر يجري كما يأتي:
الرباني :
Bilinmeyen sayfa