İslam İmparatorluğu ve Kutsal Mekanlar
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Türler
هيرودس الفلسطيني
على الرغم من هذه الثورة تمكن هيرودس الفلسطيني من أن يكون عامل روما على فلسطين، وأن يخضعها لحكم الإمبراطورية. وقد استطاع بمهارته أن يحمل اليهود من رعاياه على إقراره على هدم الهيكل وإعادة بنائه. وقد هدمه وأعاد بناءه على صورة من الفخامة، ضاعفت مساحة بعض الأجزاء فيه، ورفعت البعض إلى ضعف ارتفاعها السابق وخلعت عليه بهاء أعاد له بهاءه حين بناه سليمان إن لم يزد عليه، كما جعل به من النفائس أكثر مما كان فيه من قبل.
ظل هيكل سليمان المكان المقدس لليهود بفلسطين إلى أن استقرت المسيحية بها وحاربت اليهودية فيها، وقد جنى ذلك على الهيكل حتى كاد يصبح أطلالا. فلما غزا العرب سوريا ومصر، أحالوا الهيكل مسجدا، هو المسجد الأقصى، على أن اسم المسجد الأقصى قد أطلق عليه في الإسلام، قبل غزو العرب بلاد الشام، وقبل دخولهم فلسطين، أطلق عليه في القرآن لمناسبة حديث الإسراء في قوله تعالى:
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله . والمسجد الحرام هو مكة، والمسجد الأقصى هو الهيكل ببيت المقدس، وورود هذه التسمية في القرآن تشهد بأن لفظ المسجد كان مستعملا عند العرب لكل مكان للسجود والعبادة، وأنه لم يكن مقصورا - كما هو اليوم - على أماكن العبادة الإسلامية.
فالمسجد الحرام لم يكن يزيد - يوم نزلت هذه الآية - على الكعبة ومطافها. وهذا المسجد لم يكن يومئذ إسلاميا كما هو اليوم، بل كان للعرب جميعا على اختلاف نحلهم، وكانت أصنام العرب قائمة فيه، والمسجد الأقصى لم يكن قد اتصل بالإسلام والمسلمين في شيء إلا في حديث الإسراء.
الإسراء والمسجد الأقصى
والإسراء هو الذي جعل المسلمين يتطلعون، بعد أن فتحوا الشام ووضعوا أيديهم على بيت المقدس، إلى المسجد الأقصى لجعله من أماكنهم المقدسة، فأكثر الروايات التي وردت عن الإسراء تذهب إلى أن رسول الله قيد البراق بالصخرة المقدسة حين بلغ به الإسراء إلى بيت المقدس، وأنه صلى على أطلال هيكل سليمان إماما لإبراهيم وموسى وعيسى، وأنه عرج إلى السماء بعد ذلك متخذا من صخرة يعقوب مرتكزا للمعراج. فلما بلغ سدرة المنتهى، وأتم الله آيته، عاد رسوله إلى بيت المقدس فامتطى البراق كرة أخرى إلى مكة.
لا جرم، وذلك شأن المسجد الأقصى، أن يتطلع المسلمون إليه على أنه من أماكنهم المقدسة، فإذا أضفت إلى ذلك أن المسجد الأقصى كان قبلة المسلمين يتوجهون إليه في صلواتهم منذ بعث رسول الله، وطيلة مقامه بمكة، وفي السنتين الأولى والثانية بعد هجرته إلى المدينة، إلى أن حولت قبلة المسلمين إلى المسجد الحرام، إذا أضفت هذا الاعتبار إلى الإسراء لم يكن عجبا أن ترى المسلمين يتخذونه مكانا مقدسا لهم، ويقيمون فيه حرما كالحرم المكي وكالحرم المدني، وأن يكون له عندهم من القداسة ما لا يزال يقتضيهم عناية به كعنايتهم بالبيت الحرام والمسجد النبوي من حيث العمارة والصيانة والرعاية.
الاهتمام بالمسجد
على أن المسلمين لم يعيروا المسجد الأقصى عنايتهم في عهدهم الأول، وما كان لهم أن يفعلوا، وهم لم يفتحوا بيت المقدس إلا في عهد عمر بن الخطاب. وما كان عمر ليفكر في عمارة المسجد الأقصى، أو في إقامة القبة على الصخرة المقدسة في أعقاب الفتح، بينما المسلمون في شغل بمحاربة الروم وفارس، بل لقد كان تفكير عمر متجها حين فتح بيت المقدس إلى إقناع أهلها حتى يستريحوا إلى حكم المسلمين، ويرونه خيرا من حكم الروم.
Bilinmeyen sayfa