İslam İmparatorluğu ve Kutsal Mekanlar
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Türler
والصفا والمروة كانتا ربوتين قائمتين في الفلاة تظلهما السماء ويمتد بينهما المسعى، فلما بنى الناس حول الكعبة اعتدوا على أجزاء من المسعى حتى لم يعد اليوم مستقيما، وحتى طغت الحوانيت والجدران والطرق القائمة حوله على بعض أجزائه.
هذه الأماكن التي أشرت إليها هي أماكن الحج الإسلامي المقدسة داخل مكة، وهي تتصل ببيت الله الحرام، وقدسيتها تفرض لها شعائر خاصة من العبادة تقررت أصولها منذ عهد النبي - عليه السلام - ثم نظمت تفاصيلها على الأجيال أدق نظام.
الأماكن المقدسة خارج مكة
أما أماكن الحج الإسلامي المقدسة خارج مكة، فأولها عرفات، وقدسية عرفات لا تتجلى إلا يومي الحج، وهما اليومان الثامن والتاسع من شهر ذي الحجة لكل عام. وعرفة أو عرفات جبل، يبعد عن مكة عشرين كيلومترا أو نحوها، سطحه بطحاء فسيحة تتسع لعشرات الألوف من الناس، فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة صعد الحجاج من مكة إلى عرفات زمرا، فألفوا خيامهم ضربت بها وأعدت لقضاء الليل فيها، فإذا أصبح الصبح من يوم عرفة، رأيت هذا البطيح ممتدا أمامك لا يكاد يحيط بحدوده نظرك، ورأيت الناس فيه جميعا لبسوا لباس الإحرام فهم سواسية، ورأيتهم يتوجهون بقلوبهم وأفئدتهم إلى الله يلتمسون التوبة والمغفرة، فأنت تسمع استغفارهم منذ صلاة الفجر لذلك اليوم إلى أن يفيض الناس من عرفات بعد صلاة العشاء فوق الجبل. فإذا أفاض الناس من عرفات عاد خلاء كما كان لا يعمره إلا من يمرون به من البدو، ثم يبقى كذلك إلى أن يستدير العام وتعود أيام الحج في العام التالي.
ويفيض الناس من عرفات إلى المشعر الحرام بالمزدلفة، يأخذون منه الجمرات إلى منى. والمشعر الحرام مسجد قائم في عزلة الصحراء بين هذه الجبال القليلة الارتفاع، والتي تتصل من مكة إلى عرفات. وقل أن يرى أحد من الحجاج مسجد المشعر الحرام لأنهم يمرون به بعد الإفاضة ليلا، ولا يقيمون عنده إلا سويعات تطول أو تقصر حسب ساعات الإفاضة، فمن أفاض بعد العشاء أتيح له أن يبقى زمنا إلى ما بعد منتصف الليل، ومن أفاض من عرفات قبيل منتصف الليل لم يقف بالمشعر إلا ريثما يتم جمع الجمرات.
ويبلغ الحجاج منى قبيل الفجر، ثم يقضون ثلاثة أيام يرمون فيها الجمار ويصلون بمسجد الخيف، على أن الناس يهبطون من منى أول أيام عيد الأضحى ليطوفوا بالبيت، ومنهم المحرم ومنهم من حل إحرامه، فإذا أتموا الطواف والسعي عادوا إلى منى فقضوا بها أيام عيد الأضحى، ثم رجعوا إلى مكة ينظمون سفرهم منها إلى المدينة أو عودتهم إلى بلادهم.
هذه هي الأماكن المقدسة التي تتصل بالحج عند المسلمين، وهذه الصورة السريعة التي عرضتها عليك تدلك على أن ما كان خارج مكة من هذه الأماكن لا تتجلى حرمته إلا في أيام الحج، فأما ما خلا ذلك من أيام السنة، فهو خلاء لا يشهده ولا يمر به إلا المقيمون حوله، أما بيت الله الحرام، وأما المسجد الحرام، فتظل شعائرهما متصلة طول العام، وعلى كل من دخل مكة أن يطوف بالبيت وأن يسعى بين الصفا والمروة.
والمكان المقدس عند المسلمين بعد بيت الله، هو القبر النبوي بالمدينة. (4) المسجد النبوي
قل من المسلمين من حج بيت الله الحرام بمكة، ولم يزر الحجرة النبوية بالمدينة، وكثيرا ما كان الناس في بعض الأزمان يكتفون بزيارة القبر النبوي في موسم رجب، وكان ذلك واضحا بنوع خاص أيام كانت سكة الحديد الحجازية ممتدة بين الشام ومدينة الرسول. والحق أن قدسية المسجد النبوي والحجرة النبوية لا تقل في نظر الأكثرين عن قدسية المسجد والبيت الحرام بمكة، وإن لم يفرض الإسلام لمسجد المدينة شعائر خاصة به.
والمسجد النبوي بالمدينة يحتوي على الحجرة النبوية حيث دفن رسول الله
Bilinmeyen sayfa