İmamet ve Siyaset
الامامة والسياسة
لذريق[ (1) ]ملك الأندلس، قد غزا عدوا يقال له البشكنس، واستخلف ملكا من ملوكهم [ () ]ارتجاليا من موسى بن نصير بل يعتبر تصميما من العرب المسلمين على فتح بلاد الأندلس وفق خطة أعدها الوليد بن عبد الملك ونفذها موسى بن نصير وقد جاء فتح الأندلس بعد سلسلة من الإجراءات الناجحة والاختبارات التي قام بها موسى بن نصير منها:
-تعزيز القوة البحرية الإسلامية في غرب البحر المتوسط ثم إنشاء دار الصناعة في تونس.
-احتلال شواطئ المغرب الطويلة المقابلة للأندلس.
-احتلال جزيرتي منيورقة وميورقة قبالة الساحل الأندلسي الشرقي.
-قيام الأسطول العربي بعمليات رصد ومراقبة شبه دائمة.
-سنة 90 يبعث موسى طريف بن مالك أحد مواليه في 400 رجل وغزا مدينة في جنوب الأندلس فسميت باسمه جزيرة طريف.
-سنة 91 أغار على الجزيرة الخضراء وأصاب غنائم كثيرة.
-سنة 92 استولى موسى على جزيرة سردانية.
وفي أسباب غزو العرب للأندلس: ذكر ابن الأثير أن يوليان صاحب الجزيرة الخضراء وسبتة كان عنده ابنة استحسنها روذريق فافتضها فكتبت إلى أبيها فأغضبه ذلك فكتب إلى موسى بن نصير بالطاعة ودعاه إليه وحسن له غزو الأندلس. (الكامل 3/208-أخبار مجموعة ص 5- 6) .
هذا ما تقدمه النصوص وتجعله السبب المباشر لغزو الأندلس. ولا يمكن القبول به ونعده سببا مباشرا للغزو لتناقض الروايات بشأن يوليان وابنته. فابن القوطية يروي أن يوليان تاجر من الروم كان يدخل قصر الملك ليتاجر (تاريخ افتتاح الأندلس ص 7-8) وفولتير مثلا يشك في أن الملك انتهك عرض ابنة يوليان.
ونرى أن الأسباب الحقيقية لغزو العرب بلاد الأندلس ربما عادت إلى وضع الأندلس من جهة:
وتردي الحالة السياسية والفوضى الداخلية-ومنها طبعا الخلاف الناشب بين يوليان وروذريق بغض النظر عن مسبباته-وتردي الأوضاع الاجتماعية-المجاعة والطاعون والأمراض-تلك الأوضاع التي أفقدت البلاد أكثر من نصف سكانها من جهة، وأفقدتهم المناعة على القتال.
ومن جهة أخرى-وهي ظروف مساعدة للعرب-شعور العرب بضعفها، وتوثبهم لمزيد من الفتح والاندفاع خاصة بعد وصولهم إلى أقاصي غرب إفريقيا، فالبحر يمنع اندفاعهم غربا والصحراء تمنع اندفاعهم جنوبا فكان الشمال-طبعا-المتنفس الطبيعي لهم.
يضاف إلى ذلك أمران هامان: العلاقة المتوترة التي كانت تسود بين العرب والقوط. والأمر الثاني: محاولة العرب إشغال البربر-المسلمون الجدد-بتوجيههم لحرب القوط ونحو الفتوح.
[ (1) ]اختلفت الروايات بشأن اسمه: قيل لذريق (الحلة السيراء-نفح الطيب) وقيل الأدريق (تاريخ اليعقوبي) ، وقيل: ادرينوق (الطبري) .
وروذريق هذا لم يكن من أسرة الملك، بل كان من النبلاء وقد جاء تعيينه ملكا بعد موت الملك غيطشة الذي حاول قبل موته أن يجعل الحكم وراثيا وقد حاول جاهدا إقناع الكنيسة بتأييده على إقامة دولة وراثية، لأن مبدأ الحكم كان عن طريق الانتخاب من قبل النبلاء والأشراف الذين عارضوا غيطشة وأصروا على إبقاء مبدإ الانتخاب. (انظر صفة الأندلس
Sayfa 86