364

ريحانة معطرة من ثمرة هذا الفرع

* جعلتها التحفة لمن زار الرضا عليه السلام

* وتمسك بعروة الله الوثقى

في دار السلام للمحدث النوري رحمه الله عن المعتمد المؤتمن آقا محمد التاجر عن نور الدين محمد قال : لما كنت في البندر (1) المسمى بريك مشغولا بتجهيز سفر البحر ، والسير إلى بندر كنك أحد البنادر المعمورة ، حدثني جماعة كثيرة عن رجل ثقة معتمد من أهل گيلان ، وكان يتردد في البلاد للتجارة قال : دخلت مرة في سفر الهند وبقيت في البنگالة قريبا من ستة أشهر ، وكان بجنب حجرتي التي كنت فيها حجرة كان فيها رجل غريب ، وكان في تمام أوقاته متحيرا مستغيثا باكيا مهموما متفكرا ، لا يفتر عن حزنه ساعة.

فلما رأيت كثرة بكائه وعويله وخروجه عن العادة عزمت على استكشاف حاله ، فأنست به بلسان ذلق وكلام لين فوجدته ضعيفا نحيفا قد تحللت قواه ودق عظمه ورق جلده ، فسألته عن طول حزنه ودوام بكائه وهمومه فأبي فألححت عليه فقال : جمعت في اثنتي عشرة سنة قبل ذلك أموالا وأمتعة نفيسة وحملتها في السفينة مع جماعة عازما على التجارة ، فلما توسطنا البحر والسفينة تجري بريح طيبة ومضى علينا عشرون يوما ، إذ أتتنا ريح عاصف وبلاء مبرم فانكسرت السفينة وغرقت الأموال والنفوس ، وتعلقت بلوح من ألواحها والريح تلعب به يمينا وشمالا إلى أن وقع بصري على جزيرة ، فسكن خاطري وقرت عيني ، والموج يلطمني لطمة بعد لطمة إلى أن طرحني في الساحل فسجدت لله تعالى شكرا.

ورأيت جزيرة مونقة معشوشبة خالية عن جنس البشر ، فبقيت مدة اعتلف من كلائها في اليوم ، وأبيت على الأشجار خوفا من السباع الضارية ، ومضى علي كذلك سنة فاتفق أني كنت يوما مشغولا بالوضوء على عين ماء ، فرأيت فيها عكس صورة امرأة ، فرفعت رأسي

Sayfa 372