134

İlyada

الإلياذة

Türler

ومن كانوا يحتلون أرجيسا، ويعيشون في جورتوني وأورثي، وأيلوني ومدينة أولوسون البيضاء، كان يقودهم «بولوبويتيس»، الماهر في القتال، ابن «بابريثوس» الذي أنجبه زوس الخالد - وهو الذي حملت فيه «هيبوراميا» «بابريثوس» في اليوم الذي انتقم فيه من جماعة القنطور وطردهم من بيليوم، وساقهم إلى الإيثيكيس. ولم يكن وحده، بل كان معه «ليونتيوس»، من نسل «أريس»، حفيد «كانيوس»، من ابنه «كورونوس»، ذي الهمة العالية، وكانت تتبع هؤلاء أربعون سفينة سوداء.

وقاد «جونيوس» من كوفوس اثنتين وعشرين سفينة، فتبعه «الأينينيس» و«البيرايبي»، البارعون في القتال، والذين أقاموا مساكنهم حول دودونا الشتوية، وعاشوا في الأراضي الزراعية حول نهر تيتاريسوس الجميل، الذي تصب مجاريه الهادئة الجريان في بينايوس، ومع ذلك فلا تختلط بدوامات بينايوس الفضية، ولكنها تطفو فوق مياهه كأنها زيت الزيتون؛ لأنه أحد فروع مياه ستوكس، نهر القسم المخيف.

وكان «بروتوس» بن «تينثريدون»، قائد «الماجينيتيس» الذين يقطنون حول بينايوس وبيليون المكسوة بالغابات المتموجة. وجاءت تتبعه أربعون سفينة سوداء.

كان هؤلاء هم قادة الدانيين وسادتهم، ولكن خبريني، يا ربة الشعر، من كان يبز هؤلاء جميعا؟ خبريني عن المحاربين والجياد التي جاءت تتبع أبناء أتريوس؟

أما الجياد، فكانت خيرها جياد ابن «فيريس»، تلك الجياد التي كان يسوقها «يوميلوس»، سريعة كالطير، متشابهة في اللون والسن، وظهورها مستوية كالخط المستقيم. وكان أبولو ذو القوس الفضية قد ربى هذه الجياد في بيرايا، ومن بينها فرسان تحملتا هول الحرب. أما من بين المحاربين، فقد كان «أياس التيلاموني» هو خيرهم، أثناء اغتصاب «أخيل» وانطوائه على غضبه؛ لأن أخيل يفوقه بمراحل في القوة، هو والجياد التي كانت تحمل ابن بيليوس المنقطع النظير. ومع ذلك فقد كان أخيل يمكث وسط سفنه العديدة المدببة، في غضب شديد من أجاممنون بن أتريوس، راعي الجيش، بينما يرتع شعبه ويلهو على طول شاطئ البحر، يقذفون الجلة والحراب والسهام، وتقف جيادهم، كل بجانب عربته، تأكل «البشنين» ومقدونس المستنقع، في كسل. وقد وضعت العربات، بعد أن أحكمت تغطيتها، في أكواخ أصحابها. أما الرجال، التواقون إلى قائدهم، حبيب «أريس»، فراحوا يجولون هنا وهناك خلال المعسكر، دون أن يقاتلوا.

وهكذا تقدم الجيش، كما تستشري النيران في رقعة الأرض كلها. وأنت الأرض تحت أقدام الجنود، كما تئن تحت زوس الذي يقذف بالصاعقة في ثورة غضبه، يوم ألهب الأرض بالسياط حول الوحش «توفويوس» في بلاد الأريمي ، حيث يقول الناس إن عربة توفويوس توجد هناك. هكذا أنت الأرض أنينا عاليا، تحت وطأة أقدامهم وهم يسيرون بسرعة خلال السهل.

قائمة قواد طروادة

وذهبت «أيريس» الربة ذات القدمين السريعتين كالريح، إلى الطرواديين، موفدة من لدن زوس، حامل الترس، تحمل رسالة محزنة. وكان هؤلاء يعقدون اجتماعا عند باب قصر ملكهم «بريام» وقد احتشد الجميع في كتلة واحدة، شيوخا وشبانا على حد سواء. فوقفت أيريس السريعة القدمين بقربهم، وتحدثت إليهم، محاكية صوت «بوليتيس»، ابن بريام، الذي اعتاد الجلوس كحارس للطرواديين، مطمئنا إلى سرعة قدميه، فوق أعلى جزء من «أيسوبيتيس» العجوز ينتظر هجوم الآخرين من سفنهم، وقفت أيريس السريعة القدمين في صورته، وخاطبت بريام بقولها: «سيدي العجوز، إنك ما زلت شغوفا بالكلام الكثير، كما كنت في زمن السلم، لكننا أمام حرب محتدمة لا هوادة فيها. ولقد خضت قبل الآن غمار معارك مع المحاربين، بيد أنه لم يسبق لي أن رأيت جيشا عظيما كهذا، حتى ليبدو في عداد أوراق الشجر، وحبات الرمال، وهو يسير خلال السهل ليقاتل ضد المدينة. إليك يا «هكتور»، دون غيرك أصدر أمري، لتفعل حسب أقوالي. فبقدر ما هنالك من حلفاء عديدين في شتى أنحاء مدينة «بريام» العظيمة، من بلاد مختلفة، ولغات مختلفة، ينبغي على كل قائد أن يعطي الأمر لمن هم تحت إمرته، ويقودهم إلى الأمام، فيكون بذلك قد قاد رجال مدينته.»

هكذا قالت. ولم يخف قط على أن يعرف صوت الربة. ففض الحشد في الحال، فانطلقوا إلى الأسلحة. وفتحت جميع الأبواب على مصاريعها. فأسرعت الجموع قدما، المشاة وسائقو العربات، فارتفع ضجيج عظيم. وكانت هناك أمام المدينة أكمة عالية، على مسافة بعيدة في السهل، حولها رقعة من الخلاء على هذا الجانب وذاك، وهذه يسميها الناس باتيبا بينما تسميها الآلهة مثوى «ميريني» الخفيفة الخطى. فوزع الطرواديون وحلفاؤهم رجالهم هناك في ذلك اليوم.

وكان يقود الطرواديين «هكتور» العظيم ذو الخوذة البراقة، ابن بريام، وكان يسير معه خير جيش بين الجيوش وأعظمها مهارة في أساليب القتال.

Bilinmeyen sayfa