أليس عجيبا أن تسمع من زملائك أنهم يريدون قتل الوقت بلعب الورق، أو قتل الوقت بالحديث التافه، أو قتل الوقت بالكلام في أعراض الناس أو نحو ذلك ...؟ كأن الوقت عدو يقاتل، مع أنه المادة الخامة للحياة، وهو أجدر بأن يصادق لا أن يقاتل، ولكن كم يجني الإنسان على نفسه بمعاداة أحق شيء بالصداقة!
أي بني!
تصور أنك ستعيش بعد ذلك أربعين أو خمسين عاما، وتصور ماذا تجني في هذه السنين الطوال إذا أنت صرفت جزءا كبيرا منها في تقويم نفسك وتثقيف عقلك ، وتصور كيف تخسر إذا أنت صرفتها أو أكثرها فيما يضر ولا ينفع. بل أنت إذا حسبت ذلك بحساب اللذة الشخصية فحسب، وجدتك تتلذذ أضعافا مضاعفة من لذائذك العقلية أكثر من لذائذك الجسمية.
والسلام عليك ورحمة الله.
رسالة إلى أبي
1
أبي!
قرأت رسائلك إلي، وأشكر لك عنايتك بي، واهتمامك بأمري.
وكل ما أرجوه أن تستمع إلي في رسالتي هذه كما استمعت إليك من قبل في رسائلك وتوجيهاتك، وأن تفتح قلبك لكلماتي كما فتحت قلبي لكلماتك، وكما يجب على الحكام أن يفتحوا قلوبهم لكلمات الشعوب، حتى تتلاشى الدكتاتوريات البغيضة، ويصبح للشعب حرية الكلام والتعبير عن رأيه.
أبي!
Bilinmeyen sayfa