فقلت بحدة: أكمل كفاية ... أنا متشكرة لاهتمامك يا أستاذ عصام، عن إذنك.
ركبت مع أكمل سيارته والذي انطلق بسرعة جنونية، فقلت له بخوف: هدي السرعة شوية، هنعمل حادثة.
فنظر إلي وقال: إنتي عارفة أبوكي عايز يعمل إيه؟ - لا، خير؟! - عايز يوزع الورث علينا وهو عايش. - وإيه اللي خلاه يفكر في كده؟ - خايف حد مننا يظلم التاني، وطبعا الحد دا انتم. - إحنا مين؟ - إنتي واخواتك. - واخواتي دول مش اخواتك؟ - سيبك من كل دا، إنت إيه رأيك؟ - رأيي لا هيودي ولا يجيب، أبوك بيعمل اللي في دماغه من غير ما يسمع كلام حد. - يبقى فعلا انتي واخواتك اللي ورا الفكرة دي، عايزين تقشطوا الراجل وتاخدوا كل حاجة وتسيبوا لنا ملاليم. - المفروض إن انتم اللي عايشين معاه، يعني أقرب له مننا، وانت كمان دراعه اليمين في الشغل، يعني اللي عارف كل أسراره، يبقى مين يخاف من مين؟ - لا يا حلوة، سليم هو كاتم أسراره ومستشاره مش أنا، رغم إنه مش بيشتغل معاه، وهو أكيد اللي ورا الفكرة دي. - والمطلوب مني؟ - تخلي سليم يكلم أبوكي يلغي الفكرة دي ويسيب الورث يتقسم شرعي.
نظرت إلى ملامحه القاسية حقا هو نسخة من أبي لكنه لا يشبهه في الطباع إنما هو قاسي القلب وجاف في كلامه دائما، عيونه تشع بالكراهية للكل وخاصة أنا وإخوتي رغم أنه يملك ما لم نملكه يوما؛ فسليم عانى حتى ادخر ثمن أول سيارة وكانت مستعملة، أما أكمل فيركب سيارة حديثة فخمة، يا للبشر لا يرضون بعطاء الله مهما نالوا منه، أفقت على صوت أكمل يقول بحدة: قلتي إيه؟ - حاضر هاكلمه.
أوقف السيارة بشكل مفاجئ وقال بلا مبالاة: يالا انزلي.
نظرت حولي وقلت بذعر: أنزل فين؟ دي حتة مقطوعة! وصلني لأي مكان فيه مواصلات. - مش فاضي، انزلي أنا افتكرت مشوار وهالف وأرجع له.
فتحت الباب ودموعي تنحدر على وجنتي، وبمجرد نزولي انطلق مسرعا ولم يبال بي، نظرت حولي فوجدت الطريق خاليا من البشر والسيارات، والشمس تقترب من المغيب، فمسحت دموعي ومشيت وأنا أدعو الله أن يسترني. بعد عدة دقائق سمعت صوت سيارة تتوقف بجواري فشعرت بالرعب وأسرعت في السير حتى سمعت صوته. - آنسة نهلة.
التفت فوجدته عصام، فشعرت براحة، فقال متعجبا: ماشية لوحدك ليه؟ فين أخوكي؟ - اتخانقت معاه وسبته ونزلت. - طيب تعالي أوصلك.
ترددت قليلا ولكنه قال: ماتخافيش، بس الطريق هنا مقطوع خطر عليكي، والدنيا قربت تليل.
ركبت معه وأنا خائفة فقال ضاحكا: حتى أخوكي ما رحمتيهوش؟ حد ينزل في حتة مقطوعة زي دي؟ طب استحمليه لحد ما توصلي لحتة أمان.
Bilinmeyen sayfa