ودحيًا بطن وزحنًا بطن. وفيهم يقول الحصين بن يزد الحارثي وكان أغار على إبل لهم وإبل لقيس بن جنادر فاشتلها:
اغرن، فلم يدعن لآل زحن ... ولابن جنادر قيس بعيرا
ثم غزت أرحب بلحارث فاكتسحوا لها نعمًا كثيرة وأصابوا منها دماء وأسرى فقال الوقيّ بن الأعلم يجيب الحصين ذا الغصّة:
أسرك أم أساءك فعل قومي ... غداة الأحرمين من النجاد
كأنك الخيل بالنحيين هجرا ... وبالبقعاء رجل من جراد
صبحنكم المنية ثم نادى ... منادينا: ورادكم وراد
وفي ذلك يقول مالك بن حريم، وذكر من القديم حرب خولان:
فإن تغضب فلست المرء ترضى ... ولم أعلمك إلا من إياد
أسرّك أم يسؤوك ما فعلنا ... غداة الأحرمين إلى السواد
كسيرة جيشنا لبني زبيد ... فغادرهم برهط أبي نجاد
ورهط المازني أبي كعيب ... تركناهم كباقية الرماد
تحوم الطير فوقهم وجالت ... على خولان بالأسل الحداد
فولوا عند ذاك وأمكنونا ... من البيض الأوانس والخراد
غنيمة جيشنا من كل حي ... معكرة الطرائف والتلاد
ولعس كالظباء مردّفات ... كأن عيونها واهي المزاد
أي كأن دموعها قاطر المزاد فأود الحارث بن مرّ مالكًا، فأولد مالك كعبًا، فأولد كعب ملاينًا وجنادر، فأولد جنادر قيسًا الذي ذكرناه آنفًا. وأولد ملاين مالكًا القاتل يوم الرّزم:
ونبني على دار الحفاظ بيوتنا ... ونحبس أموالًا وإن طال جوعها
ونحن كفينا الرزم همدان أننا ... كفاة وقد ضاقت بذاك دروعها
انقضى آل مر بن ربيعه.
وأولد قيس بن ربيعة أدهم وأقفع وهو عبد الله ومحمدًا وهو حميد. ثلاثة نفر شهدوا حرب قضاعة وحسن فيها بلاؤهم، وفي أولادهم إلى اليوم الجدّ والنكاية، وهم باب بني عبد، وفيهم يقول بعض رجاز همدان:
لن يدفع الخطب إذا ما وقعا ... إلا بمثل أدهم وأقفعا
وفي محمد بن قيس يقول الربيع بن عقيل الكلبي:
ألا أبلغن ابن الطفيل وبلغن ... حميد بن قيس، والرسول أمين
بأنكم لن تذهبوا بدمائنا ... ولكن ستقضى، والديون دقون
سنصحبكم يومًا بيوم سحامة ... تشيب له م الغانيات قرون
وتسخن منكم أعين باقتضائنا ... لما قرّ منكم أمس فيه عيون
دمًا بدم، والحلّ حلًا بمثله ... كذا الحرب تحنو مرة وتخون
فأولد محمد بن قيس عمرًا، فأولد عمرو حميدًا بطن. وهم الحميدات وغثيمًا ربطن. وهم الغثيمات، فأولد حميد أدهم وعبد الحميد ابني حميد، فأولد قيسًا وأفلح، فأولد قيس يزيدًا، فأولد يزيد محمدًا فأولد محمد يزيدًا وسيارًا، فأولد يزيد عبد الله وسليمان ومحمدًا وعيسى وأدهم. وأولد سيار الوليد وعليًا وأدهم وقيسًا وإبراهيم، فأولد إبراهيم وليدًا، فأولد وليد سيارًا وإبراهيم. وأولد قيس بن سيار عصية ويزيد وإبراهيم وقترًا ومحمدًا. وأولد علي بن سيار الحسن وحكيمًا وبُريهًا وسُليمًا. وأولد عبد الله بن يزيد عبدًا وسعيدًا وعليًا وعيسى. وأولد سليمان بن يزيد عليًا، وأولد أدهم بن يزيد صبيحًا وذيبان وأبا الغيث وعيدًا وسلمان وأبا الحسين، وأولد أفلح بن أدهم بن حميد الأزهر فأولد الأزهر مسعودًا، فأولد مسعود سعيدًا وشديدًا، فأولد سعيد حميدًا، فأولد حميد عبد الله، فأولد عبد الله محمدًا ويزيدًا. وأولد شديد بن مسعود مسعودًا، فأولد مسعود أبا الخير، فأولد أبو الخير شديدًا وعليًا. وأولد عبد الحميد بن حميد محمدًا، فأولد محمد عبد الحميد فأولد عبد الحميد فضلًا، فأولد فضل بريهًا، فأولد بريه همدان، فأولد همدان عازمًا وبريهًا انقضت الحميدات.
وأما غثيم بن عمرو فهم آل أبي إسحاق وآل حكيم وآل أبي رباح وآل قطيب انقضى بنو محمد بن قيس. وهؤلاء الأداهم:
1 / 38