============================================================
) ميراث الجدمع الاخوة : ميراث الجد مع الاخوة مسألة عرضت للصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن له فيها قضاء ، لذلك اختلفت فيها أنظارهم ، وتشعبت فيها اراؤهم ، ولقد كان الخلاف من القوة والحيرة أن دفع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى أن يقول في حديث له على المنبر : ثلاث أيها الناس وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد الينا فيهن عهدا ننتهي اليه : الكلالة ، والجد ، وأبواب من الربا (1) لقد آل الخلاف الى ظهور رأيين متخالفين ، انضم الى كل رأي فريق من الصحابة ، وكلا الرأيين يدور حول المعنى الذي يعتبر سببا للميراث ، وهوالقرب والجزئية بالنسبة للمتوفى وورثته الرأي الأول : رأي أبي بكر ، وابن عباس ، وابن الزبير ، ومعاذ بن جبل ، اي موسى الأشعري ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وجمع من الصحابة - وهو رأي عمر في أول الآمر ثم رجع عنه - أن الجد أولى من الاخوة في الميراث ، فاذا وجد معهم حجبهم فلا يبقى لواحد منهم حظ في الميراث ، لأن الجد- أقرب ال الميت منهم ، لأنه أب ، فيحجب الاخوة كما يحجبهم الأب ، ولقد سماه القرآن الكريم أبا في كثير من الآيات ، كقوله تعالى " ملة أبيكم إبراهيم" (2) الاي الثاني : رأي علي ، وعمر ، وزيد بن ثابت ، وعبدالله بن مسعود ، رضي ال عنهم، وهو أن الاخوة والجد كلاهما يرث ، لأنهما يتساويان في درجة القرب، إذ كلاهما يدلي الى الميت عن طريق الأب: ولقد مثل علي رضي الله عنه لما ذهب اليه مشبها الجد بالبحر أو النهر الكبير والأب بالخليج المأخوذ منه ، والميت وإخوته بالساقيتين الممتدتين من الخليج ، (1) تاريخ الفقه الاسلا مي للدكتور محمد يوسف موسى عن سن البيهقي (59) (2) الحج : (78)
Sayfa 111