144

Bilginlerin Bilgelerle İlgili Haberleri

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Soruşturmacı

إبراهيم شمس الدين

Yayıncı

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Baskı

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Bölgeler
Suriye
İmparatorluklar
Abbâsîler

الغضب وحسست به فضع في نفسك قبل أن يشتد ويقوى ويخرج الأمر من يدك أن تؤخر العقوبة إلى غد واثقا بأم ما تريد أن تعمله في الوقت لا يفوتك عمله في غد وقد قيل من لم يخف فوتا حلم فإنك إذا فعلت ذلك ذهب السكر وتمكنت من العقل والرأي الصحيح وقد قيل أصح ما يكون الإنسان رأيا إذا استدبر ليله واستقبل نهاره فإذا صحوت من سكرك الغضبى فتأمل الذي أغضبك ولا تشف غضبك بما يؤتمك فقد قيل ما شفى غيظه من إثم بذنبه واذكر قدرة الله عليك وإنك محتاج إلى عفوه ورحمته وخاصة في أوقات الشدائد واذكر دائما قوله تعالى وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم وقوله تعالى وإن تعفوا أقرب للتقوى فإن أوجبت الحال العفو فاعف وإن أوجبت العقوبة كان الأمر إليك ولا تتجاوز قدر العقوبة في الذنب فيذهب ويقبح في الناس ذكرك وإذا أخذت نفسك بهذه مرة وثانية وثالثة صارت بعد ذلك سجية لك وعادة فاستحسن بحكم ذلك منه ولم يزل يصلح أخلاقه شيئا فشيئا حتى صلحت واستقامت واستطابت فعل الخير ودفع الظلم والجور وبأن له أن العدل أربح للسلطان فعمل بواسط وقت المجاعة دار ضيافة وببغداد مارستانا وأكرم سنانا غاية الإكرام وعظمة نهاية التعظيم.

وكانت منزلة سنان كبيرة عند المراء والوزراء فمن ذلك أن الوزير علي بن عيسى بن الجراح وقع إليه في سنة كثرت فيها الأمراض والوباء توقيعا نسخته فكبرت مد الله في عمرك في أمر من في الحبوس وانهم لا يخلون مع كثرة عددهم وجفاء أماكنهم أن تنالهم الأمراض وهم معوقين من التصرف في منافعهم ولقاء من يشاورونه من الأطباء في أمراضهم فينبغي أكرمك الله أن تفرد لهم أطباء يدخلون إليهم في كل يوم ويحملون معهم الأدوية والأشربة وما يحتاجون إليه من المزورات وتتقدم إليهم بأن يدخلوا سائر الحبوس ويعالجوا من فيها من المرضى ويريحوا عالمهم فيما يصفونه لهم إن شاء الله تعالى ففعل سنان ذلك ثم وقع إليه توقيعا آخر فكرت فيمن بالسواد من أهله وأنه لا يخلو من أن يكون فيه مرضى لا يشرف متطبب عليهم لخلو السواد من الأطباء فتقدم مد الله في عمرك بإنفاذ متطببين وخزانة من الأدوية والأشربة يطوفون في السواد

Sayfa 150