أن يعمل حملا على الفعل؛ وهو أبعد في العمل مسلكا، يعمل في الاسم وفي الفعل، فيرفع الاسم وينصبه ويجره، ويجزم الفعل وينصبه، ويعمل الجزمين معا كما في أدوات الشرط، ولا يعمل الرفع إلا إذا عمل النصب معه. يقول النحاة: «ليس لنا حرف يعمل الرفع إلا وهو يعمل النصب معا.»
وإذا عمل الحرف حملا على الفعل كان نصيبه من العمل بمقدار ما فيه من مشابهة الفعل معنى ولفظا؛ فإن تعمل لأنها تدل على التأكيد فأشبهت الفعل معنى، ولأنها ثلاثية فأشبهته صورة؛ فإذا خففت ضعف شبهها فقل عملها. قال ابن مالك:
وخففت إن فقل العمل
قال الشراح: وذلك لبعدها عن شبه الفعل في اللفظ بتخفيفها. (7)
إن الحرف لا يعمل في نوع من الكلمات حتى يكون مختصا به؛ «فلم ولن» عاملتان في المضارع لاختصاصهما به، و«قد» لم تعمل لدخولها على الماضي والمضارع، و«هل» الاستفهامية حرمت العمل؛ لأنها قد تدخل على الاسم كما تدخل على الفعل. (8)
يعمل الحرف في موضع عملا وفي غيره عملا آخر، مثل «لا» تحمل على «ليس» فتعمل عملها، وعلى «إن» فتكون مثلها. (9)
مرتبة العامل التقدم، وإذا كان العامل قويا أمكن أن يعمل متقدما ومتأخرا، فإذا كان ضعيفا لم يعمل إلا متقدما. (10)
الأصل ألا يفصل العامل من معموله، ويمكن تجاوز هذا في الفعل لقوته، وفي الاسم حملا عليه، أما الحرف فلا يجوز الفصل بينه وبين معموله. (11)
العوامل في الأفعال أضعف من العوامل في الأسماء، فعوامل الأسماء متى توفرت شروطها وجب إعمالها، أما عوامل الأفعال فقد تلغى وكل شروطها مستوفاة؛ كأدوات الشرط، وواو المعية، وفاء السببية. (12)
يمكن أن تكون الكلمة عاملة ومعمولة معا، ولكن الكلمتين لا تتبادلان العمل فتكون كل منهما عاملة في الأخرى معمولة لها. (13)
Bilinmeyen sayfa