ولعمري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بالغ في التوصية باتباع أهل بيته حيث كرر التذكير ثلاثا كما ذرر قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام في حق علي رضي الله عنه: ((الحق مع ذا الحق مع ذا)) اثنتين وثلاثا، وهذا في التحقيق أمر باتباعهم كما هو مقتضى جعلهم قرناء الكتاب العزيز وتذكير بحقهم على الأمة كما هو مقتضى التذكير بالله فيهم، فيالها من وصية لو صادفت آذاناص واعية وقلوبا للحق راعية، وهذا... ما اتفق مثله منه صلى الله عليه وآله وسلم في حق غير أهل لابيت رضي الله عنهم، بل اتفق منه خلافه إما بالنظر غلة الصحبة رضي الله عنه فقد أخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بموعظة فقال: ((يا أيها الناس غنكم تخشرون إلى الله حفاة عراة، لا كما بدأنا أول خلق نعيده، وأن أول أناس ...... يوم القيامة إبراهيم، ألا وإن سجياء برجال يوم القيامة من امتي فيؤذخ بهم ذات اليمين وذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: أنك لا تدري ما أحدثوا بعدم، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم...} الآية، فيقال: أنهم لم يزالوا مدبرين مرتدين على أعقابهم منذ فارقهم.
وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما ..... على الحوض، وليعرفن إلى رجال منكم حتى إذا..... لا بأولهم اختجلوا دوني، فأقول: أي رب أصحابين فقيال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك))، وأخرج البخاري ومسلم أيضا من طريق سهل بن سعد، وأبي سعد الخدري نحو هذا الحديث المذكور.
ورى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((بينا أنا قائم على الحوض إذ زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، ققلت: إلى أين؟ قال: إلى النار، والله ثلت ما شأنهم، قال: غنهم أرتدوا على أدبارهم.... ثم إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتهم قال: خرج رجل من بيني وبينهم قال: لهم هلم، فقلت: إلى أين قال إلى النار والله، قلتك ما شأنهم قالأرتدوا على أدبارهم فلا أدري يخلص منهم .....)) انتهى، ولعمري أن هذا الحديث فاجع.
وأخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ليردن عيل الحوص رجال ممن صاحبني، إذا..... إلي احتجوا، فلأقولن أي رب أصحابي أصحايب،....ز إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)) زاد في روايته فأقول سحقا لمن بدل بعدي.
Sayfa 342