22

Ihsan Khuluq Al-Insan

إحسان خلق الإنسان

Yayıncı

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٦ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

وانظر إلى القمر ليلة اكتماله واتساقه حيث يكون في أوج جماله ثم يبدأ في التحول؛ وعلى ذلك تُقاس كمالات دار الفناء وجمالها، وذلك من تمام حكمة الحكيم سبحانه ورحمته بعباده بأن جعل ما يستحسنونه ويميلون إليه ويشتهونه كالأنموذج لما في دار النعيم المقيم، وحفّه هنا بالكدر. وفي هذا المعنى يقول أبو الحسن التهامي عن الدنيا: طُبِعَت على كدر وأنت ريدها ... صفوًا من الأقذاء والأكدار! أما هناك في الجنة فالكمال والجمال مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) (١). إن كل جمال في الدنيا وكل كمال وكل شهوة قد أُلصق

(١) سورة الزخرف، من الآية: ٧١.

1 / 23