Mazlumlara Yardım
إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي
Türler
فهم في طرب الاستماع، ونشوة الاتباع من هذا السماع، حتى غابوا عن النقول إلى شاهد العقول، فعلموا بنور اليقين عزم العناية الإلهية بهذا الشأن، إذ شاهدوا بالعيان أنه ما أنزل الكتب السماوية ولا أهبط الأرواح الملكية ولا أرسل الرسل البشرية ولا جعل النبوة والعلم والإمامة جميعا إلا لبيان أمره ونهيه، وكل ما أمر به فهو المعروف، وكل ما نهى عنه فهو المنكر المخوف (¬1) .
وبعد ذلك فقل ما شئت، ولا حرج، فإن العرش وما حوى والأرض والسماء (¬2) والكرسي [21/203] وجميع الأفلاك والأملاك لم يخلق إلا لذلك، (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين) (¬3) .
وإن تفاوتت الأفهام في مدارك ذلك لاختلاف فيض الأنوار على أهل العقول والأسرار، وإنه على شدة ظهوره يخجل الشمس بأوائل (¬4) نوره، وإن كان يخفى في عين أهل العمى، فتلطف بهم، وقل سلام عليكم، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، نتبع الأئمة في إصلاح الأمة.
- فإن الإمام الثاني (¬5) ، كتاب الله تعالى: فهل أنزل إلا لإظهار كلمة الحق، وإماتة الباطل؟
فلا سبيل إلى غير: نعم، في الجواب، فإن ما سواها خارج عن الصواب، فذلك هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
¬__________
(¬1) في (ز):"وما أمر به....وما نهى عنه...."وهما سواء.
(¬2) في (ب، د، و، ز):"من الأرض والسماء"، والصحيح ما أثبت في المتن لأن"من" هنا، أما تبعيضيه أو بيانية، والكل لا يصح، لأن العرش ليس بعض السماء والأرض، ولا هو من الأرض والسماء.
(¬3) سورة الأنبياء، آية رقم: 16.
(¬4) في (ز):"بأرائك" بدل"بأوائل" والظاهر أنه لا وجه له.
(¬5) والإمام الأول هو الله سبحانه كما تقدم.
Sayfa 115