134

İftihar

الإفتخار

Türler

وأما ما نص الله تعالى ذكره [168] في كتابه من إحياء العظام فى قوله: وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظم وهى رميم، قل يخييها آلذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم،9 فاعلموا، هداكم الله، أن الجواب من العليم الحكيم على مقدار السؤال. فإذا كان السائل حصيفا 50 عليما أجيب عن سؤاله على مقدار علمه وحصافته، وإذا كان سفيها بليدا أجيب أيضا على مقدار فطنته. فلما قال تعالى ذكره : وضرب لنا مثلا، كان فيه أن الممثول الذى هو الإحياء غير المثل الذي ضربه بالعظام الرميمة، لأن الأمثال غير الممثولين بها. وقوله: ونسى خلقه، عبارة عن أن سائله لم يؤمن أولا بخلق نفسه كما لم يؤمن ببعثه، بل كان منكرا بأن له صانعا. وقوله: قال من يخى العظم وهى [16] رميم، استنكاره * بإحياء العظام وهي رميم، مقدار عقله وفطنته التى52 لا يجاب عن سؤاله53 إلا بما أجابه الله فى قوله: قل يخييها الذى أنشاها أول مرة. احتج عليه بالنشوء الأول الذي لم يكن من لحم وعظم وعرق وعصب، بل كان النشوء الأول من نطفة ، صارت علقة ومضغة، تتربى عند الوالدة من الطعام والشراب.

فكذلك يجوز أن يحييها بإحياء صاحب العظام من غير حاجة منه إلى عظامها ولحومها وجلودها الرميمة المتلاشية. ولو أخذ الخالق جل جلاله في إبانة كيفية

Sayfa 204