ظاهر اللفظ بالوعد عن الشروط، لما في العقل من الدليل على ذلك والبرهان. وإذا كان الامر على ما وصفناه، فالحاجة ماسة إلى ثبوت أفعال من ذكرت في السبق والطاعة لله تعالى في امتثال أوامره ظاهرا على وجه الاخلاص، ثم الموافاة بها على ما ذكرناه حتى يتحقق لهم الوعد بالرضوان والنعيم المقيم وهذا لم يقم عليه دليل، ولا تثبت لمن ذكرت حجة توجب العلم واليقين، فلا معنى للتعلق بظاهر الآية فيه، مع أن الوعد من الله تعالى بالرضوان إنما توجه إلى السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، دون أن يكون متوجها إلى التالين الاولين. والذين سميتهم من المتقدمين على امير المؤمنين عليه السلام ومن ضممت إليهم في الذكر، لم يكونوا من الاولين في السبق، وإنما كانوا من التالين للاولين، والتالين للتالين. والسابقون الاولون من المهاجرين، هم: أمير المؤمنين عليه السلام، وجعفر بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وخباب، وزيدبن حارثة، وعمار وطبقتهم. ومن الانصار النقباء المعروفون (1)، كأبي أيوب، وسعد بن معاذ، وأبي الهيثم بن التيهان، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، ومن كان في طبقتهم من الانصار.
---
(1) في أ: المقربون (*).
--- [ 79 ]
Sayfa 78