كما يجهر بالتكبير، ويُسِرُ بقوله: (ربنا لك الحمد)؛ لأنه يفعله في الاعتدال، فأُسِرَّ به؛ كالتسبيح في الركوع والسُّجود.
وأما المأموم فيُسِرُّ بهما كما يسر بالتكبير، فإن أراد تبليغ غيره انتقالَ الإِمام كما يُبَلَغُ التكبير، جَهَرَ بقوله: (سمع الله لمن حمده)؛ لأنَّه المشروع في حال الارتفاع، ولا يجهر بقوله: (ربنا لك الحمد)؛لأنه إنما يشرع في حال الاعتدال". انتهت عبارته.
قال شيخنا شهاب الدين ابن رِسْلان فيما عمله على كتاب "الأذكار" للنووي بعد أن ذكر من"المجموع" له جَهْرَ المبلغ بالتسميع: "ينبغي معرفتُه؛ فإنَّ عَمَلَ الناسِ على خلافه" انتهى.
وكذا نقله عنه الشيخ جمالُ الدينِ الإِسنانيُّ في "شرح المنهاج".
وجزم سراج الدين ابن الملقِّن وشهاب الدين الأذرعي (١) وكمال الدين الأدميري (٢)، وغير واحد من الشافعية بهذه السُّنَّةِ السَّنِيَّةِ
_________
(١) هو: أحمد بن حمدان الأذرعي -نسبةَ إلى أذرعات ناحية الشام- الشافعي، ولد سنة سبع أو ثمان وسبعمائة. قرأ على المزي والذهبي، وأخذ عن ابن النقيب وغيره، وأخذ عنه الزركشي وغيره. له "القوت على المنهاج" في عشر مجلدات. مات سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة. انظر: "طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (٢/ ٢٩٢ - ٢٩٤)، و"شذرات الذهب" (٦/ ٢٧٨ - ٢٧٩).
(٢) كذا في الأصل: "الأَدميري"، والأصح "الدَّمِيري"، نسبةً إلى "دَميرة"، قرية بمصر، وهو: كمال الدين، أبو البقاء، محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدَّميري، الشافعي. ولد في أوائل سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وتفقه على الشيخ بهاء الدين أحمد السبكي والشيخ جمال الدين الإِسنوي، وغيرهما. =
1 / 34