İmamların Tarihi Üzerine Bilgilendirme
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
Türler
وكان الجحستاني حين ضربه حبسه في بيت الشراب، وفيه زقاق فيها خمر، لأنه علم أنه يشتد عليه مقاربة موضع فيه خمر، فكان الناصر عليه السلام يقول: قويت برائحة الخمور. فقيل له: أيها الإمام لو أكرهت على شربها ما لذي كنت تصنع؟ فقال: كنت أنتفع بذلك، ويكون الوزر على المكره! وهذا من مليح نوادره ومزحه الذي لا يجاوز الحق.
وكان محمد بن زيد يتهمه بأنه منطو على طلب الأمر والدعاء إلى نفسه، مستشعرا للفزع منه لمعرفته بعلمه وفضله، إلا أنه لا يعدل به عن طريقة الإكرام والاحتشام.
وحدثني محمد بن علي العبدكي قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد البلخي يقول: كنت في مجلس الداعي محمد بن زيد بجرجان، وأبومسلم محمد بن بحر حاضر ، وكنا جميعا ممن يذب عن الناصر الحسن بن علي في تكذيب من ينسب إليه طلبه الأمر، فدخل [الناصر] والتفت إلى أبي مسلم. وقال: يا أبا مسلم من القائل:
وفتيان صدق كالأسنة عرسوا .... على مثلها والليل ترمي غياهبه
لأمر عليهم أن يتم صدوره .... وليس عليهم أن تتم عواقبه
قال: فعلم أبو مسلم أنه قد أخطأ في إنشاد ذلك، لأنه يستدل به على أنه معتقد للخروج وإظهار الدعوة، فأطرق كالخجل، وعلمت أنا مثل ما علمه فأطرقت ، وفطن الناصر أيضا بخطئه فخجل وأطرق ساعة وانصرف، فلما انصرف التفت الداعي محمد بن زيد إلى أبي مسلم. فقال: يا أبا مسلم ما الذي أنشده أبو محمد، فقال أبو مسلم: أنشد أيها الداعي.
إذا نحن أبنا سالمين بأنفس .... كرام رجت أمرا فخاب رجاؤها
فأنفسنا خير الغنيمة أنها .... تؤب وفيها ماؤها وحياؤها
فقال الداعي محمد بن زيد: أو غير ذلك، إنه تتنسم رائحة الخلافة من جبينه.
Sayfa 113