İmamların Tarihi Üzerine Bilgilendirme
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
Türler
وكان ليلى بن النعمان قدمه الناصر عليه السلام إلى ناحية جرجان مع عسكر كثيف، فاتصل الخبر به، وهو بسارية، فانصرف بجيشه ودخل على الداعي في مضربه، وقال: ماذا صنعت بأبينا؟ يعني الناصر ، أهذا حقه عليك وعلى الجماعة؟ فقال: إنه لم يفرج عن المال، ولم يطعم العساكر ما لابد لهم منه من الخبز. فقال له: والأب إذا لم يطعم الخبز يحبس؟! ثم ركب وعدل برايته إلى جانب وصاح: من كان متبعا للحق ومريدا له فليعدل إلى هذه الراية. وقد كان أصحاب الداعي قد ندموا على ما بدر منهم، إلا عددا يسيرا هم خواصه، فعدل الجيش كلهم إليه إلا هذه الطائفة ففزع الداعي حينئذ، فقال له: هات خاتمك. فأخرجه من يده وسلمه إليه، فأنفذه للوقت مع جماعة من الثقات لإخراجه من القلعة ورده، وهرب الداعي في الوقت مع نفر من خواصه إلى الديلم.
وحدثني أبي رحمه الله بهذه الجملة، وحدثني بأنه شاهده عليه السلام حين رد من القلعة يوم دخوله آمل، وقد استقبله أكثر أهل البلد صغيرهم وكبيرهم، وكان على بغلة، فكاد الناس يقلعون بغلته من الأرض لازدحامهم عليه وخدمتهم له. ورأيته وهو يدفع الناس عن نفسه بطرف مقرعته إذا تكابسوا عليه تمسحا به وتقبيلا لرجله حتى كادوا يزيلونه عن المركوب، يشير بها وينحيهم عنه.
وحصل الداعي بالديلم. فلما حانت وفاته عليه السلام [يعني الناصر]، استؤمر في من يقيمونه مقامه إذا حدث به قضاء الله عز وجل، وسأله بعضهم وهو: وهري بن شهريار، أن يعهد إلى بعض أولاده، فقال عليه السلام: وددت أن يكون فيهم من يصلح لذلك، ولكن لا أستحل فيما بيني وبين الله عز وجل أن أولي أحدا منهم أمر المسلمين!! ثم قال: الحسن بن القاسم أحق بالقيام بهذا الأمر من أولادي وأصلح له منهم فردوه!! ولم يمنعه ما كان أسلفه عنده من إيثار الحق في المشورة به.
Sayfa 121