Arapların En Parlak Devrinde İslam Yönetimi
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Türler
58
الأحكام، واختصرها بأجود الكلام، وجعل الناس بعده يتخذونها إماما، ولا يجد محق عنها معدلا، ولا ظالم عن حدودها محيصا.» ولقد قالوا: «إذا
59
اختلف الناس في أمر فانظر كيف قضى عمر؛ فإنه لم يكن يقضي في أمر لم يقض فيه قبله حتى يشاور.» وكان أبدا يأخذ آراء أصحابه لا يقطع أمرا عظيما من دون استشارتهم ويقول: الرأي الفرد كالخيط السحيل، والرأيان كالخيطين المبرمين، والثلاثة مرار لا يكاد ينتقض. هذا ولو وضع علم عمر في كفة - كما قال ابن مسعود - ووضع علم أحياء العرب في كفة لرجح بهم علم عمر. وأنشد عمر ذات يوم شعر زهير بن أبي سلمى فلما بلغ قوله:
فإن الحق مقطعه ثلاث
يمين أو
60
نفار أو جلاء
جعل يتعجب من علمه بالحقوق وتفصيله بينها ويقول: لا يخرج الحق من إحدى ثلاث، إما يمين أو محاكمة أو حجة.
وكانت المدينة في أيامه أشبه بمدرسة يتخرج به فيها القضاة والعمال والقواد والأمراء، فلا يبعث إلى الأمصار إلا من اختبره في الجملة، وقلما أخطأت فراسته في الناس، وهو المثل الأمثل في جده. كان كعب بن سور جالسا عند عمر فجاءته امرأة تشتكي زوجها فقال لكعب: اقض بينهما، فلما قضى بما أعجبه وما لم يخطر له ببال قال لكعب: اذهب قاضيا على البصرة. ساوم عمر بفرس فركبه ليشوره
Bilinmeyen sayfa