الأول عليه، والتقدير: فلولا حسبتم، أو اعتقدتم عقر الكمي المقنع من أفضل مجدكم، أو أفضل مجدكم، وحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
ومثال "لولا" في التحضيض، هلا، ولوما، وألا، وقيل في "ألا": إن همزتها بدل من هاء، وأنها "هلا". وقيل أيضًا: إنها مركبة من "أن" و"لا"، وهذا مذهب أبي الحسن.
وحروف التحضيض بابها الفعل، قال الله تعالى: (لولا ينهاهم الربانيون) وقال: (لو ما تأتينا بالملائكة)، فإن قيل: فما تقول في قول الصمة بن عبد الله القشيري:
ونبئتُ ليلى أرسلتْ بشفاعةٍ ... إليَّ فهلاَّ نفسُ ليلى شفيعها
و"هلا" هنا من حروف التحضيض، وقد أوقع بعدها المبتدأ والخبر.
قلت: استعمل الجملة من المبتدأ والخبر، موضع الجملة من الفعل والفاعل، اتساعًا، وهو في هذا الموضع عزيزًا جدًا، وإنما استعمل ذلك مراعاة للمضارعة التي بين المبتدأ والفاعل؛ وذلك أن كل واحد منهما مخبر عنه، وأنهما مرفوعان، وكل واحدة من الجملة تعطف على الأخرى.
1 / 74