المسألة السادسة ((أن الله تعالى قديم))
أنه يجب على المكلف أن يعلم أن الله تعالى قديم، (وقد) اشتملت هذه المسألة على مسئلتين مسألة موجود، ومسألة قديم، إذ القدم هو الوجود في الأزل ولهذا قال ومعنى القديم في اصطلاح المتكلمين هو الموجود الذي لا أول لوجوده، وكان القياس تصدير المسألة بمسألة موجود،لأن القدم كيفية في الوجود،والكيفية لا تعرف إلا بعد معرفة ما هي كيفية له، إلا أنه لما كان من ضرورة الكلام على مسألة قديم إثبات كونه موجودا ولهذا قدم إثبات معنى قديم وفيه ذكر الموجود صدر الكلام بالوصف له تعالى بأنه قديم دون الموجود،والموجب للعدول تفخيم شأنه تعالى إذ وصفه بالقدم أفخم ويدخل تحته الوجود.
وقد ذكر في الأساس: مسألة موجود على جهة الاستقلال واستدل عليها بأن العدم لا تأثير له ضرورة.قال بعضهم اعلم أن من لم يجعل الوجود صفة زائدة على ذات الموجود لا يحتاج إلى استدلال على هذه المسألة،بل إذا ثبت أن للعالم صانعا فهو موجود قطعا إذ هو ذات، والذوات كلها موجودة،ولهذا من نفى كون الوجود صفة زائدة لا يجعل الذوات ثابتة في حال العدم كما هو مذهب أبي الحسين وابن الملاحمي والرازي وغيرهم،وقد قررنا فيما سلف أنه القول الحق،ومن جعلها صفة زائدة جعل الذوات ثابتة في حال العدم فلابد من الدليل حينئذ على كونه موجودا،والقول بأنه تعالى موجود هو مذهب من أقر بالصانع المختار إلا أنه يلزم المطرفية عدم وصفه بذلك والخلاف في ذلك مع الباطنية .
Sayfa 69