تنبيه:
المقدورات ثلاثة وعشرون جنسا وهي الأجسام والألوان والروائح والطعوم والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والشهوة والنفرة والحياة والقدرة والفناء فهذه يقدر الله على أعيانها وأجناسها ومن كل جنس على ما لا يتناهى لأنه تعالى قادر بالذات ولا اختصاص لذاته بجنس دون جنس. وأما العشرة الباقية وهي الأكوان والاعتمادات والتأليفات والأصوات والآلام والاعتقادات والإرادات والكراهات والظنون والأفكار فهذه يقدر العباد على أعيانها وأجناسها لما مكنهم الله تعالى منها، ويقدر الله على أجناسها ومن كل جنس على ما لا يتناهى لما ذكر من أنه تعالى قادر بذاته فلا تنحصر مقدوراته جنسا ولا عددا، وهو تعالى قادر فيما لم يزل وفيما لا يزال ولا يجوز خروجه عن هذه الصفة بحال من الأحوال إذ هو يستحقها تعالى بذاته، وهذا ما يجب على المكلف معرفته من مسألة قادر.
المسألة الثالثة ((أن الله تعالى عالم))
أنه يجب على المكلف أن يعلم أن الله تعالى عالم، وحقيقته هو من يمكنه إحكام الأشياء المتباينة وتمييز كل منها بما يميزه أو من إدراك الأشياء إدراك تمييز وإن لم يقدر على فعل محكم، وقيل هو المختص لصفة لكونه عليها يصح منه الفعل المحكم إذا لم يكن ثم مانع ولا ما يجري مجراه وهذا هو مذهب المقرين بالصانع المختار، والخلاف في ذلك مع الباطنية تصريحا (والمطرفية إلزاما) كما تقدم.
Sayfa 50