باب إثبات الصانع وذكر توحيده وذكر عدله ووعده ووعيده.
معنى إثبات الصانع اعتقاد ثبوته ووجوده،وعطف التوحيد عليه يشعر بأن مسألة إثبات الصانع غير داخلة في التوحيد وهي أصل باب التوحيد على ما قرره أصحابنا ويظهر ذلك في حد التوحيد على ما يجيء بيانه،وجعل المذكورة بابا واحدا لا يخلو من تسامح،وكان اللائق عند سلوك نهج التبويب أن يجعل الكتاب أبوابا أربعة.
الأول:في وجوب النظر وقد تقدم.
والثاني:في التوحيد.
والثالث:في العدل وما يتبعه.
والرابع:في الوعد والوعيد وما يتبعهما.وفي كل باب مسائل مذكورة على جهة الأصالة أو التبعية .
اعلم (أن المهمات من ما) يجب على المكلف من فن أصول الدين بعد النظر ثلاثون مسألة ،في التوحيد عشر،وفي العدل وما يتبعه عشر،وفي الوعد والوعيد وما يتعلق بذلك عشر،وذكر قاضي القضاة فصلين الأول في التوحيد والثاني في العدل وجعل جميع ما ذكر داخلا تحت العدل.قال الدواري: وهي لعمري قسمة حسنة لم يسبق إليها وينبغي معرفة وجوه الترتيب بين الأبواب،فتقديم النظر لكونه يوجب العلم بالتوحيد، وتقديم التوحيد على العدل لوجهين، أحدهما أن بعض مسائله دالة على بعض مسائل العدل وباقي مسائله تابعة ودليل الشيء يتقدم عليه. الثاني أن التوحيد كلام في ذاته تعالى وصفاته والعدل كلام في أفعاله ، ومهما لم تعلم ذاته تعالى وصفاته لم تعلم أفعاله، وقدم العدل على الوعد والوعيد لوجهين :
أحدهما : أن بعض مسائله دالة على بعض مسائل الوعد والوعيد.
Sayfa 23