İctibar
الإعتبار وسلوة العارفين
واعلم: أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك، واعلم: أن من ضيع الصلاة فإنه لغير الصلاة من شرائع الإسلام أضيع، اسأل الله الذي يمن ويرحم أن يجعلنا وأياك ممن يحب ويرضى حتى يعيننا وإياك على ذكره، وحسن عبادته وأداء شكره وذكره وحقه، وجعلنا وإياك من المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فإن استطعتم يا أهل مصر، ولا وقوة لنا ولكم إلا بالله أن يصدق قولكم فعلكم فإنه لا يستوي المرتضى إمام الهدى،وإمام الردى ووصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وعدو النبي، جعلنا الله وإياكم من المتقين الذي لا خوف عليهم، وممن يحب ويرضى.
(489) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني لا أخاف على أمتي مؤمنا، ولا مشركا ، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه ، وأما المشرك فيمنعه الله بشركه، ولكني أخاف كل منافق عالم اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون )).
واعلم يا محمد بن أبي بكر: أن أفضل الفقه الورع في دين الله سبحانه وتعالى، والعمل بطاعته أعاننا الله وإياك على شكره وأداء حقه والعمل بطاعته إنه سميع قريب، أوصيك بتقوى الله في سرائرك وعلانيتك وعلى أي حال كنت عليه جعلنا الله وإياك من المتقين.
واعلم: أن الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء رزقنا الله وإياك بصر ما بصرنا، وفهم ما فهمنا، حتى لا نقصر عما أمرنا، ولا نتعداه إلى ما نهانا عنه، فإنه لا بد لك من نصيب من آخرتك إلى نصيبك من دنياك، وإن عرض لك أمران أحدهما للآخرة والثاني للدنيا فابدأ بأمر الآخرة فإن استطعت يا محمد بن أبي بكر أن تعظم رغبتك في الخير وتحسن فيه نيتك فافعل. فإن الله سبحانه يعطي العبد على قدر نيته، إذا أحب الخير وأهله، وإن لم يعمله كأن قد عمله.
Sayfa 433