267

* ونظر إياس بن قتادة في المرآة فرأى شيبة. فقال: لا أراني الله حميرا لحاجات بني تميم، والموت يطلبني، فخرج ونزل الشبكة، وأتخذها مسجدا، فلم يزل يعبد الله حتى توفي.

وقال: لأن ألقى الله مؤمنا هزلا أحب إلي من أن ألقى الله منافقا سمينا، وكان الحسن يقول: رحمة الله على إياس علم أن النار تأكل اللحم ولا تأكل الإيمان.

* لمصنفه:

لغوت فلما أن ألم مفارقي .... نذير مشيب قلت للغو: فابعد

* عن زافن الغافقي: أن رجلا من أهل أيله كان يقوم بأمرهم فأخذ المرآة ذات يوم فنظر إلى شعرة بيضاء في لحيته.

فقال: ألا إني أرى نذير الموت قد أسرع إلي شأنكم بأمركم شأنكم بصنيعكم، فبنى لنفسه حصنا، وأقبل على العبادة إلى أن مات.

* اعتم شهر بن حوشب، ليأتي السلطان فأخذ المرآة ونظر إليها فرأى شيبة، فأخذها بيده، ونقض عمامته، وجلس؛ وهو يقول: السلطان بعد الشيب.

* محمد بن سلام، عن يونس بن حبيب، قال: قال لي رؤبة بن العجاج: حتى متى تسألني عن هذه الأباطيل وأروقها لك، أما ترى الشيب قد بلغ في لحيتك- أي- ظهر.

* لمصنفه:

اجعل الشغلين شغلا واحدا .... إنما الدهر كيوم قد سلف

يامن الهم جميعا قد صرف .... في اعتلاء وكنوز وصدف

أنهض التقوى مجدا قد بدا .... شيب رأس وذنوب قد سلف

Sayfa 299