288

بالغلات وغيرها ، ثم إن تتش حصرها هذه السنة وأقام عليها أياما ورحل عنها وملك بزاعة والبيرة ( بره جك ) وأحرق ربض عزاز وعاد إلى دمشق ، فلما رحل عنها تاج الدولة استدعى أهلها شرف الدولة ليسلموها إليه ، فلما قاربها امتنعوا من ذلك ، وكان مقدمهم يعرف بابن الحبيبي العباسي فاتفق أن ولده خرج يتصيد بضيعة له فأسره أحد التركمان وهو صاحب حصن بنواحي حلب وأرسله إلى شرف الدولة ، فقرر معه أن يسلم البلد إليه إذا أطلقه ، فأجابه إلى ذلك فأطلقه فعاد إلى حلب اجتمع بأبيه وعرفه ما استقر ، فأذعن إلى تسليم البلد ونادى بشعار شرف الدولة وسلم البلد إليه ، فدخله سنة ثلاث وسبعين وحصر القلعة واستنزل منها سابقا ووثابا ابني محمود بن مرداس ، فلما ملك البلد أرسل ولده وهو ابن عمة السلطان إلى السلطان يخبره بملك البلد ، وأنفذ معه شهادة فيها خطوط المعدلين بحلب بضمانها وسأل أن يقرر عليه الضمان ، فأجابه السلطان إلى ما طلب وأقطع ابن عمته بالس اه.

قال ابن الأثير : فيها ملك شرف الدولة صاحب الموصل مدينة حران وأخذها من بني وثاب النميريين وصالحه صاحب الرها ونقش السكة باسمه.

* سنة 475 ذكر حصر شرف الدولة دمشق وعوده منها

قال ابن الأثير : في هذه السنة جمع تاج الدولة تتش جمعا كثيرا وسار عن بغداد وقصد بلاد الروم أنطاكية وما جاورها ، فسمع شرف الدولة صاحب حلب الخبر فخافه ، فجمع أيضا العرب من عقيل والأكراد وغيرهم فاجتمع معه كثير ، فراسل الخليفة بمصر يطلب منه إرسال نجدة إليه ليحصر دمشق ، فوعده ذلك ، فسار إليها ، فلما سمع تتش الخبر عاد إلى دمشق فوصلها أول المحرم سنة ست وسبعين ووصل شرف الدولة أواخر المحرم وحصر المدينة وقاتله أهلها ، وفي بعض الأيام خرج إليه عسكر دمشق وقاتلوه وحملوا على عسكره حملة صادقة فانكشفوا وتضعضعوا وانهزمت العرب وثبت شرف الدولة وأشرف على الأسر وتراجع إليه أصحابه ، فلما رأى شرف الدولة ذلك ورأى أيضا أن مصر لم يصل إليه

Sayfa 310