ولم نقف على أخبار مفصلة لأفراد هذه الأسرة، وإنما يذكرهم المؤرخون عند وفاء النيل كل عام. وطلوع المتولى منهم إلى سلطان مصر لإنبائه بالوفاء غير أننا رأينا فى بعض التواريخ التعبير عن بعضهم بقاضى النيل تارة، وبمهندس النيل أخرى، فلا يبعد أن يكون فيهم من درس هندسة الماء فاستحق هذا القب، ولهذا آثرنا ذكرهم، وعسى أن يكشف لنا البحث فيما بعد جلية أمرهم.
18 - الفرعانى مهندس ابن طولون
يقال إن اسمه سعيد بن كانب. وكان من المهندسين النصارى بمصر فى القرن الثالث، واختص بأحمد بن طولون فتولى له بناء أبنيته كالمسجد والعين والسقاية وغيرها. ولم يذكر المقريزى اسمه فى خصصه، بل عبز عنه بالنصرانى، ووصفه بالحذق فى الهندسة وحسن التبصربها.
وحكى أن ابن طولون غضب عليه مرة فسجنه، ثم لما أراد بناء جامعة قدروا له ثمانمائة عمود فلم يجدوها، وتورع هو عن نقلها من الكنائس ونحوها من الأماكن، وتعذب قلبه بالفكر، وبلغ هذا المهندس الخبر فأرسل له من سجنه يقول: أنا أبنيه لك بلا عمد إلا عمودى القبلة، فأحضره ورضى عنه. فبنى له جامعه كما وعد.
19 - على بن أحمد
ذكره ابن النديم بهذا اللقب فى سياقه لأسماء صناع الآلات الفلكسية، ولم يترجمه. وذكر القفطى مهندسين بهذا الإسم، أحدهما على ابن أحمد العمرانى الموصلى العالم بالحساب والهندسة، وأحد المولعين بجمع الكتب، وكان فاضلا تأتى إليه الطلبة من البلاد النازحة للقراءة عليه وتقصده الناس للاستفادة منه ومن كتبه، وكانت وفاته سنة 344.
Sayfa 23