36

Iclam Bi Man

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى ب (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)

Baskı Numarası

الأولى،١٤٢٠ هـ

Yayın Yılı

١٩٩٩م

الطبقة الخامسة في أعيان القرن الخامس من أهل الهند إبراهيم بن مسعود الغزنوي الملك المؤيد إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين الغزنوي السلطان الصالح ظهير الدولة رضي الدين أبو المظفر، ولي الملك بعد أخيه فرخ زاد في سنة إحدى وخمسين وأربع مائة فأحسن السيرة، واستعد للجهاد ففتح حصونًا امتنعت على أبيه وجده، وكان يصوم رجبًا وشعبان ورمضان، فما ولي الملك أقر الصلح بينه وبين داؤد بن ميكائيل بن سلجوق صاحب خراسان على أن يكون كل واحد منهما على ما بيده ويترك منازعة الآخر فوقع الاتفاق واليمين، وسار نحو الهند للغزاة في سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة ففتح قلعة أجودهن على مائة وعشرين فرسخًا من لاهور، ثم سار إلى قلعة روبال، وفتحها وسار إلى جره نوره، وكان فيها قوم من أولاد الخراسانيين الذين جعل أجدادهم فيها افراسياب التركي من قديم الزمان، ولم يتعرض إليهم أحد من الملوك، فدعاهم إلى الاسلام أولًا فامتنعوا من إجابته وقاتلوه فظفر بهم، ثم سار إلى دره وهو بر بين الخليجين وفي طريقه عقبات كثيرة فقصدها وفتحها. وكان عادلًا، مجاهدًا، كريمًا، عاقلًا، ذا رأي متين، يقول: لو كنت موضع أبي مسعود بعد وفاة جدي محمود لما انفصمت عرى مملكتنا ولكني الآن عاجز عن أن أسترد ما أخذوه واستولى عليه ملوك وقد اتسعت مملكتهم. وكان جيد الخط يكتب بخطه كل سنة مصحفًا ويبعثه مع الصدقات إلى مكة. مات سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وقيل: إنه توفي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. أحمد بن نيالتكين الغزنوي أحمد بن نيالتكين الغزنوي الرجل المجاهد كان من غلمان محمود بن سبكتكين السلطان وتنبل في عهده حتى صار خازنًا له وكان ملازمه في الظعن والإقامة، فلما مات محمود وقام بالملك ابنه مسعود قربه إلى نفسه وولاه على بلاد الهند سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، فناب عنه وسار إلى مدينة بنارس فشن الغارة على البلاد ونهب وسبى وخرب الأعمال وأكثر القتل والأسر، فلما وصل إلى المدينة دخل من أحد جوانبها ونهب المسلمون في ذلك الجانب يومًا من بكرة إلى آخر النهار، ولم يفرغوا من نهب سوق العطارين والجوهريين حسب وباقي أهل البلد لم يعلموا بذلك لأن طوله منزل من منازل الهنود وعرضه مثله، فلما جاء المساء لم يجسر أحد على المبيت فيه لكثرة أهله، فخرج منه ليأمن على نفسه وعسكره، وبلغ من كثرة ما نهب المسلمون أنهم اقتسموا الذهب والفضة كيلا، ولم يصل إلى هذه المدينة عسكر من المسلمين قبله، فرجع إلى لاهور وجمع الجموع، ومال إليه الأتراك، قال البيهقي: فحسده القاضي أبو الحسن علي

1 / 65