Kur'an'ın Mucizeliği
إعجاز القرآن للباقلاني
Araştırmacı
السيد أحمد صقر
Yayıncı
دار المعارف
Baskı Numarası
الخامسة
Yayın Yılı
١٩٩٧م
Yayın Yeri
مصر
وكقوله: (لِيُظْهرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّه) (١) وكقوله: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنَا وَأَبْنَاءَكُم وَنِسَاءَنا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسنَا وَأَنفُسَكُمْ، ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلَ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ) (٢) .
فامتنعوا من المباهلة، ولو أجابوا إليها اضطرمت عليهم الأودية نارًا، على ما ذكر في الخبر (٣) .
وكقوله: (قُلْ إِنِ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللًّهِ خَالِصَةً مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهمْ) (٤) ولو تمنوه لوقع بهم.
فهذا وما أشبهه فصل.
* * * / وأما الوجه الثاني الذي ذكرناه، من إخباره من قصص الأولين، وسير المتقدمين فمن العجيب الممتنع على من لم يقف على الإخبار، ولم يشتغل بدرس الآثار (٥) .
وقد حكى في القرآن تلك الأمور حكاية من شهدها وحضرها.
ولذلك قال الله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك، إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (٦) .
وقال: (وَمَا كُنْتَ بِجَانِب الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٧) .
وقال: (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطّورِ إِذْ نَادَيْنَا، وَلَكِن رَّحْمَةً مِن رَّبِّكَ، لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُمْ مِنْ نّذَيرٍ مِن قَبْلِكَ) (٨) .
فبين وجه دلالته من إخباره بهذه الامور الغائبة السالفة.
_________
(١) سورة التوبة ٢٣ (٢) سورة آل عمران: ٦٠ (٣) راجع أسباب نزول القرآن للواحدي ٩٩ (٤) سورة البقرة: ٩٤ - ٩٥ (٥) قال المؤلف في كتاب " التمهيد ": ص ١٣٠ " والوجه الآخر: ما انطوى عليه القرآن من قصص الاولين وسير الماضين، وأحاديث المتقدمين، وذكر ما شجر بينهم وكان في أعصارهم، مما لا يجوز حصول علمه إلا لمن كثر لقاؤه لاهل السير، ودرسه لها وعنايته بها، ومجالسته لاهلها، وكان ممن يتلو الكتب ويستخرجها، مع العلم بأن النبي، صلى الله عليه، لم
يكن يتلو كتابا ولا يخطه بيمينه، وأنه لم يكن ممن يعرف بدراسة الكتب ومجالسة أهل السير والاخذ عنهم، ولا لقى إلا من لقوه، ولا عرف إلا من عرفوه، وأنهم يعرفون دأبه وديدنه، ومنشأه وتصرفه، في حال إقامته بينهم وظعنه عنهم، فدل ذلك على أن المخبر له عن هذه الامور هو الله سبحانه علام الغيوب " (٦) سورة العنكبوت: ٤٨ (٧) سورة القصص: ٤٤ (٨) سورة القصص: ٤٦ إعجاز القرآن (*)
1 / 49