İbrahim Thani
إبراهيم الثاني
Türler
قال: «لو كان لا يعنينى لما حاولت أن أفتح لك عينيك. إنى أبغى لك السعادة وأدلك عليها».
قالت بلهجة التهكم: «السعادة مع هذا الفتى؟»
قال: «نعم مع هذا الفتى. إن عقلك يقول لك إنه فتى عاطل، وأنت فتاة تكدحين لكسب رزقك، ويقول لك عقلك وما عودك التدريس من احترام نفسك إنه لا يليق بك أن يستولى على قلبك فتى عاطل، أو أن يعرف عنك أنك قد تدلهت بمثله، ولكن قلبك يحن إليه بل يتفطر لهفة. هل تستطيعين أن تذكرى لى ماذا كان شعورك الحقيقى لما تناولك بين ذراعيه كرها، وأهوى عليك بالقبل الحرار، وأنت تحاولين أن تتفلتى من عناقه العنيف؟»
قالت وقد اتقدت وجنتاها: «هذا سهل. لم يكن لى شعور غير الاشمئزاز والنقمة، ولو استطعت أن أمزق له جلدة وجهه لفعلت».
قال: «لا شك، لا شك. ولو شعرت بغير ذلك لما كنت ميمى التى أعرفها، بل لما كنت امرأة لها قيمة. ولكن ألم تشعرى أن دمك قد صار أسرع فى عروقك؟ ألم تحسى بمثل الدوار الخفيف الذى يجعل الأعضاء تسترخى؟ فكرى.. أديرى عينيك فى قلبك».
قالت: «نعم. ولكن هذا كان من الغيظ والضعف».
قال: «ومن شىء آخر. ولو عنف بك هذا العنف فى بيتك وأمك فى غرفة أخرى بحيث تسمع إذا نوديت لاختلف الحال.. كان الاشمئزاز يبقى، ولكنه كان خليقا أن لا يبلغ مبلغا يحجب الشعور باستطابة القبلات، أو يمنع الرغبة فى المجاوبة أن تظهر ولو اثرت أن تقاوميها.. ولكن عامل الخوف فى الصحراء الموحشة تغلب».
قالت: «ماذا تريد أن تقول؟»
قال: «أريد أن أقول إنك تحبينه يا فتاتى. أصدقى نفسك فإن هذا يكون أعون لك فى موقفك».
قالت: «موقفى؟ ما هو موقفى؟ إنه لم يتغير».
Bilinmeyen sayfa