Peygamberlerin Babası İbrahim
إبراهيم أبو الأنبياء
Türler
ويختلفون كذلك في ولد إبراهيم الذي أمر بذبحه، فمنهم من يرى أنه إسحاق، ومنهم من يرى أنه إسماعيل، وجاء في قصص الأنبياء: أن محمد بن إسحاق روى عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول: إن الذي أمر الله تعالى إبراهيم بذبحه من ابنيه إسماعيل ... ولم يكن يأمره بذبح إسحاق وله فيه من الله تعالى من الوعود ما وعده، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل، قال محمد بن كعب القرظي: فذكرت ذلك لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة؛ إذ كنت معه بالشام، فقال لي عمر: إن هذا الشيء ما كنت أنظر فيه، وإني لأراه كما قلت، ثم أرسل إلى رجل كان عنده من الشام - وكان يهوديا فأسلم وحسن إسلامه، وكان يرى أنه من علماء يهود - فسأله عمر بن عبد العزيز عن ذلك وأنا عنده، فقال له: أي ابني إبراهيم الذي كان أمر بذبحه؟ فقال: إسماعيل، ثم قال: والله يا أمير المؤمنين، إن اليهود لتعلم ذلك، ولكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن يكون أبوكم الذي أمر الله بذبحه؛ لما فيه من الفضل الذي ذكر أنه كان منه بصبره على ما أمر به، فهم يزعمون أنه إسحاق؛ لأن إسحاق أبوهم.
وسنرى فيما يلي أن هذا الاختلاف له جانب هام يفوق في أهميته جانب البحث التاريخي الذي يراد به مجرد العلم باسم الذبيح من ابني إبراهيم، فإنه اختلاف يتعلق به اختيار الشعب الموعود، ويتعلق به الحذف والإثبات في سيرة إبراهيم، ليتصل بذرية إسحاق، وينقطع عن ذرية إسماعيل، أو ليثبت من سيرته كل ما يتعلق بإسرائيل، وينقطع منها كل ما يتعلق بالعرب، وأن هذا النزاع قد بدأ قديما قبل تدوين نسخ التوراة التي كتبت في بابل، أي قبل الميلاد بعدة قرون.
وواضح أن النزاع في أوله لم يكن نزاعا على العقيدة؛ فإن العهد القديم يروي عن إبراهيم أنه قدم العشر لملكي صادق كاهن الله «العلي» أو عليون، الذي كان معبودا لسكان فلسطين وما جاورها إلى الجنوب، وقد زار هيرودوت بلاد العرب الشمالية عند مدخل مصر، وروى عنهم أنهم كانوا يعبدون الله تعالى
Arotal ، واللات أو أيليلات
Alilat
منذ قرون سابقة للقرن الخامس قبل الميلاد - وهو القرن الذي عاش فيه هيرودوت - فلم يكن النزاع على العقيدة في نشأته إلا فرعا من فروع التنازع على الميراث، ولم يكن شأن الذرية الموعودة أو المختارة إلا أنها تعزز دعواها في ذلك النزاع، وتنفي عنه من ينازعها عليه.
وهذه المشكلة التي عرضت لمحمد بن إسحاق القرظي قد صادفت فقهاء المسيحية من قبل كما صادفت فقهاء الإسلام؛ إذ كيف يؤمر إبراهيم بذبح إسحاق وهو ابنه الموعود الذي يخرج منه شعب الله المختار؟ إن كاتب الرسالة إلى العبرانيين يقول في الإصحاح الحادي عشر حلا لهذه المشكلة: «إن إبراهيم بالإيمان قدم إسحاق وحيده الذي قيل له: إنه بإسحاق يدعى لك نسل؛ إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات.»
وحل المشكلة على هذا الوجه جديد في المسيحية، لم ينظر إليه أحبار اليهود الذين اعتبروا أن التضحية قائمة على تسليم إبراهيم بموت إسحاق، وأنه أطاع الله ولم يطع قلبه، ولم يحفل بحنانه على ابنه الموعود. ويبقى من المشكلة جانب آخر، وهو وصف الابن بالوحيد، فلم يكن إسحاق وحيدا مع وجود إسماعيل. أما إسماعيل فكان وحيدا قبل مولد إسحاق.
إن فهم السيرة كما جاءت في الكتب الدينية، أو في كتب الشروح والتعليقات لا يتهيأ للباحث ما لم يضع أمامه سر الاختلاف على إسحاق وإسماعيل. وما نقلناه هنا من المصادر الإسلامية يوضح هذا السر بعض الإيضاح، وربما تم إيضاحه بما يلي من مصادر التاريخ.
الفصل السادس
Bilinmeyen sayfa